اجتمع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون في عاصمة طاجيكستان. الموضوع الرئيس للاجتماع هو الوضع في أفغانستان. يمهد هذا الاجتماع في دوشانبه لقمة منظمة شانغهاي للتعاون التي ستعقد يومي 16 و17 يوليو الجاري.
بالإضافة إلى روسيا والصين، تضم منظمة شنغهاي للتعاون جميع دول آسيا الوسطى - كازاخستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان. وهذه الدول الأربع واجهت مؤخرا، بدرجة أو بأخرى، العواقب الأولى لتدهور الوضع في أفغانستان.
في هذه الأثناء، تبين طالبان أن الاستيلاء على كابول مسألة وقت، لا أكثر، بالنسبة لها. وقد أدلى الممثل الرسمي للمكتب السياسي للحركة، محمد سهيل شاهين، ببيان يبدو أنه موجه بالتحديد إلى دول منظمة شنغهاي للتعاون. فأعلن أن طالبان لن تسمح للقوات الأجنبية باستخدام الأراضي الأفغانية كقاعدة لشن هجمات على دول أخرى. وقال: "لقد تعهدنا بأن لا نقبلهم، سواء كانوا يعملون فرادى أو في مجموعات ضد أي دولة أخرى، بما في ذلك الصين. لن نسمح بالتجنيد المفتوح أو التدريب أو جمع الأموال لأي جماعة في أفغانستان".
لم يأت ذكر الصين صدفة. فـ بكين تخشى، مع تغيير السلطة في أفغانستان، من أن يزداد نشاط الانفصاليين الأويغور. في السابق، كانت مجموعاتهم على علاقات وثيقة مع حركة طالبان والمنظمات الإرهابية المتطرفة العاملة على الأراضي الأفغانية.
تقدم طالبان نفسها حاليا كقوة سياسية محلية بحتة ليس لها طموحات عالمية. ويصعب فهم مدى تطابق هذا الكلام مع الواقع. ففي أيديولوجية حركتهم، تتعايش التفسيرات الراديكالية للإسلام مع أيديولوجية القومية البشتونية. كانت القاعدة التقليدية لطالبان هي بالضبط المناطق التي يسكنها البشتون. ومع ذلك، تتوارد في الآونة الأخيرة أخبار عن القتال في المناطق الشمالية من أفغانستان، حيث يعيش العديد من القوميات، بما في ذلك الطاجيك والأوزبك والقيرغيز، ولكن لا وجود للبشتون تقريبا هناك.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب