في سنة 2004 وغير بعيد من منزل محمد بوعماتو وعند كرفور"بانَ أبلانه" بالضبط، اتخذ شرطي طمّاع منطقة نفوذ دائمة، كان يتقدم بالطلبات والتوسل إلى صاحب كل سيارة فارهة أو عتيقة، وكان يبحث دائما عن فرصة للقاء محمد ولد بوعماتو. وذات ليلة من ليال عيد الفطر ابتسم الحظ – نصف ابتسامة – حينما أبصر الشرطي محمد بوعماتو وهو يركن سيارته أمام منزله في ساعة متأخرة، ويجلس بجانبه رجل طويل القامة عريض الهامة والمنكبين،و ذراعين عملاقين ويحيط رأسه بعمامة كبيرة. هرع الشرطي إلي السيارة وألقى التحية العسكرية وأتبعها ب أمبارك العيد و 'أنديونَ مون باترون '. رد محمد بوعماتو بهدوء : "ماهي مشكلة، لكن بعد أن تُنزل هذا الشخص الذي يركب في سيارتي ويرفض أن ينزل منها منذ فترة". بسرعة استدار الشرطي إلى الباب الآخر للسيارة، وبدأ يجذب الرجل الطويل المعمم محاولا إنزاله من السيارة. نظر الرجل إلى الشرطي، بعيون فاحصة، فاكتشف الشرطي انه المدير العام للأمن الوطني العقيد اعل ولد محمد فال. بعد ساعة أفاق الشرطي على حراس المنزل يرشّون جسده بالماء البارد ويكرر "مـَ ريسبي.... مـَ ريسبي.." .