في وقت تواجه فيه مفاوضات القوى الدولية مع إيران بشأن ملفها النووي أفقا مسدودا، ومع اتخاذ إيران قرارا تصعيديا بعدم تجديد الاتفاق الفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية مُطلعة معلومات عن خطط عسكرية تفصيلية لضرب المفاعلات النووية الإيرانية.
وذكرت المصادر أن إسرائيل أطلعت الجانب الأميركي على هذه الخطط، خلال الزيارات الأخيرة للمسؤولين العسكريين الإسرائيليين إلى واشنطن.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية واسعة الانتشار، نقلت في تقرير تفصيلي جدول أعمال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي الأسبوع الماضي، ومضامين الرسائل السياسية والعسكرية الواضحة التي نقلها للجانب الأميركي، من خلال سلسلة الاجتماعات التي عقدها مع المسؤولين الأميركيين، محذراً من إمكانية عودة الولايات المُتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، حسب الشروط التقليدية التي كانت في اتفاقية عام 2015، والتي يراها الجانب الإسرائيلي مُقدمة لإمكانية حصول إيران على أسلحة نووية.
وفي التفاصيل، قالت الصحيفة إن رئيس الأركان أخبر نظيره الأميركي مارك ميلي ووزير الدفاع لويد أوستن ورئيس جهاز المخابرات الأميركي وليام بيرنز بأن إسرائيل اتخذت قراراً نهائياً بإحباط البرنامج النووي الإيراني، وأن القرار صار محسوماً بالنسبة لها منذ نهاية عام 2019، وأن الجيش الإسرائيلي أعد ثلاث خطط عسكرية تفصيلية للهجوم على المنشئات والمواقع ذات العلاقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وذكرت الصحيفة أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتانياهو خصصت ميزانيات مالية ضخمة لتحقيق أهداف تلك الخطط العسكرية، وأن الحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بنيت تعهدت للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية بإضافة ميزانيات أخرى لما تعهدت به الحكومة السابقة، لتكون الخطط الثلاث في أعلى درجات الجاهزية لحظة صدور القرار السياسي بالتنفيذ.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد نقلت بدورها عن مصادر حكومية إسرائيلية قولها إن رئيس الوزراء المنتخب حديثاً سيزور واشنطن خلال الشهر الجاري، قبل إقدام الولايات المُتحدة على اتخاذ أي قرار بشأن الاتفاق النووي مع إيران، بعدما كان رئيس الأركان قد حدد للجانب الأميركي "الخطوط الحمراء" الإسرائيلية.
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية فسرت الموجة الأخيرة من التقارير المنشورة في الصحافة الإسرائيلية حول تفاصيل العمل العسكري الإسرائيلي المتوقع ضد إيران، أنها ترغب في وضع الولايات المُتحدة وباقي القوى الدولية أمام مسؤوليتها، واتخاذ مجموعة من القرارات والسياسيات التي تمنع حدوث "كارثة"، من شأنها أن تجر كامل المنطقة إلى حرب طويلة الأمد.