الفُوبْيَا مرض نفسي بالأساس، يندرج ضمن أمراض القلق والخوف، يُعَرَّف بأنه "خوف متواصل من موقف أو نشاط معين عند حدوثه، أو التفكير فيه"..
للأسف يمكن أن يصيب مرض الفوبيا قاعدة عريضة من مجتمع ما، دون أن يكون الشعور بذلك جمعيا..
ينطلق علماء الاجتماع الجنائي في دراساتهم عن الجريمة من حقائق اجتماعية، قائمة على أن وجود الجريمة في المجتمع أمر طبيعي، ومستمر، ومرتبط بوجود الاجتماع الإنساني، فَـ "المدينة الفاضلة" فكرة فلسفية موغلة في التجريد، لم تعش خارج عقل أبي نصر الفارابي..
يعتمد علماء الاجتماع الجنائي قاعدة إحصائية لقياس معدلات الجريمة ارتفاعا وانخفاضا، تقوم على معرفة نسبة الجريمة في كل مائة ألف من السكان، انطلاقا من عدد الجرائم المسجلة لفترة زمنية محددة.
تشير نماذج من الإحصائيات العالمية إلى معدل 31 جريمة في كل مائة ألف من السكان كأعلى معدل جريمة مسجل خلال العقد الأخير في بعض دول العالم، وإلى معدل 1,5 كأقل معدل مسجل خلال نفس الفترة، في دول أخرى، وبين المعدلين بقية الدول..
إذا تم الانطلاق من قاعدةِ طبيعيةِ وجود الجريمة في كل مجتمع، وأشارت الإحصائيات إلى انخفاض معدل الجريمة في مجتمع ما، وارتفعت هواجس الخوف رغم ذلك منها، فلعل الأمر يتعلق بحالة فُوبْيا مَرَضية..
في "الفُوبيا" قال المتنبي قديما، وصدق:
وما الخوفُ إلا ما تَخَوَّفه الفتى :: وما الأمنُ إلَّا ما يَراهُ الفتى أمنا..
نقلا صفحة فضيلة القاضي أحمد عبدالله.