قبل دقائق سلمني نقيب من أمن الطرق هذا المنشور الإرشادي الذي يحوي نصائح متعلقة بسلامة المرور موجهة للسائقين، وكان النقيب تتبعه كاميرا تلفزيونية لتغطية الحدث على ما يبدو، وكنت قريبا من الإشارة الحمراء فتوقفت وتفحصت المنشور فإذا به كله مكتوب باللغة الفرنسية سوى أربع كلمات ونصف هي "التجمع العام لأمن الطرق"؛ ومن باب الإستغراب سألت رقيبا كان هو الآخر يوزع المنشور؛ إن كانت هناك نسخ منه باللغة العربية؟ فقال لي "مانلل اخلع لنا"؛ فأعدت النظر فيه فإذا بالسطر الثاني هو " La semaine arabe de la circulatin routiere " أي الأسبوع العربي للمرور، فانطلقت من فمي ضحكة لم أستطع السيطرة عليها وشر البلية ما يضحك.
أنا على يقين من أن الغالبية الساحقة من أفراد أمن الطرق الذين يوزعون هذا المنشور لا يستطيعون قراءته وعن السائقين حدث ولا حرج.
المنشور يحوي نصائح ومعلومات قيّمة ولكنها لن تصل إلى وجهتها وستفشل مهمته إن كانت فعلا لتوعية السائقين لأننا شعب 90% منه يتحدثون العربية والباقي يفهمها، أما الفرنسية فقليل جدا من يتهجاها، وقليل هذا القليل من يفهمها، وقليل قليل منه من يستوعب عن طريقها المعلومات.
هذا النوع من المناشير عادة تتم كتابته في أغلب البلدان بلهجة الشارع حتى يستوعبه الجميع لأنه موجه للجميع ولكي تعم فائدته الجميع، وإن كنا نخاف زوال "بركة" اللغة الفرنسية أو نهاب شكيمة وصولة اللوبي الموكل بالدفاع عنها فبإمكاننا جبر خاطره بإرفاق نسخة من هذا المنشور مترجمة بها؛ فنكون قد نجحنا في توصيل الإرشادات والمعلومات للسائقين ونكون قد تفادينا ما أمكن دفاعات القبة الحديدية لهذا اللوبي الضارب.
نقلا عن صغحة عضو اللجنة الوطنية لحقوق الانسان / عالى ولد ابنو.