«وزيرتي الشخصية للشؤون المالية»
----------------------------
لقد عشت عيشةً متواضعة طيلة فترتي في السلطة معتمداً على مرتبي ثم الاعتمادات التي تضعها ميزانية الدولة تحت تصرفي، وهي اعتمادات استقبالات رئيس اسلدولة. وإحقاقاً للحق أعترف في هذا الصدد بالدور الحاسم لمَن كنتُ أدعوها في التخاطب الأسري «وزيرتي الشخصية للشؤون المالية» مريم، والتي لولاها لما استطعتُ بكل صدق أن أتغلب على صعوباتنا المالية الخاصة بما لدينا من موارد محدودة. فقد كانت تسيّر أموالنا العائلية الزهيدة على الوجه الأكمل. وبفضلها استطعت دائماً تأدية واجبي تجاه أسرتيَّ من جهتي الأب والأم مع مستلزماتنا الشخصية مقارنةً بمبلغ مرتبي. فلم تكن ممن يفرضن مقتضيات خاصة، بل إنها تكتفي بدخلنا الشرعي، وهو أمر مغاير لما يقال عن بعض نظيراتها زوجات رؤساء الدول الأفريقية. إنه سلوك متفرد من سيدة شابة حرم لرئيس دولة من العالم الثالث. فبالإضافة إلى أنها كانت أكثر مني صرامة على المستوى المعنوي، فإن حسها نحو الواجب وَالشرف حماها من المحاولات التي استسلمت لها بعض زميلاتها ممن يتعاطين تجارة النفوذ والمال حسب ما تقول الشائعات العمومية. لقد كانت بحق أسمى من كل ذلك؛ وظلت اهتماماتها التي خالطت اهتماماتي، خارجة عن هذا النطاق.
المختار ولد داداه/ «موريتانيا على درب التحديات» .