أثار إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن ملامح سياسة إدارته الخارجية للسنوات الأربع المقبلة، تساؤلات حول إغفاله الحديث عن ملف العراق، بعدما كان الأخير يحتل سابقا مرتبة متقدمة في السياسة الأمريكية الخارجية.
واكتفى بايدن خلال خطابه، الخميس، بذكر عدد من القضايا الخارجية، مثل الحرب في اليمن، وانقلاب ميانمار، وتحديات الولايات المتحدة فيما يخص الملفين الروسي والصيني، وسياسة الولايات المتحدة تجاه اللاجئين.
ترتيب الأولويات
وتعليقا على ذلك، قال المحلل السياسي والأمني العراقي، مهند الجنابي لـ"عربي21" إن "عدم ذكر بايدن للملف العراقي لا يعد تراجعا في أهميته بالنسبة للولايات المتحدة، وإنما الأمر على العكس من ذلك".
وأوضح الجنابي أن "العراق اليوم يشكل أهمية كبيرة لواشنطن لأن الظروف لم تعد كما كانت في السابق، حيث أن عراق عام 2021 في عهد بايدن يمثل أهمية أكبر مما كان عليه عندما كان الأخير نائبا للرئيس الأمريكي عام 2008، لأن الظروف الداخلية للعراق أصبحت أكثر تعقيدا".
لكن الجنابي رأى أن "الملف الإيراني وبرنامجها النووي، يشكل التحدي الأكبر والأولوية الأهم بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة، لذلك فإن الولايات المتحدة تنظر إلى الملفات بحسب الأولويات".
وأضاف المحلل السياسي أن "الولايات المتحدة تؤجل الحديث عن الملف العراقي، وكذلك السوري، والتفاهمات الروسية الأمريكية التركية بخصوص الداخل السوري، لبناء سياسة طويلة الأمد في هذين البلدين".
وبرأي الجنابي، فإن "الملف العراقي مرتبط بالاتفاق الأمريكي- الإيراني بخصوص البرنامج النووي، كون العراق يمثل البوابة التي تنفذ منها إيران إلى المنطقة وشريان طهران الاقتصادي، لذلك فإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعلمون أهمية العراق في أي تفاهمات حول البرنامج النووي".