تظاهر زوال اليوم أمام مبنى السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، العشرات من أصحاب المؤسسات الإعلامية احتجاجا على ما وصفوه بالفساد والغبن غير المسبوق الذي توج أعمال لجنة دعم الصحافة لهذه السنة.
وندد المتظاهرون باستحواذ رئيس اللجنة على مبلغ مليوني أوقية تعويضا له عن بضعة أيام من العمل واستحواذ كل عضو من أعضاء اللجنة على مليون ونصف وكل سكرتير في السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية على مبلغ ثمانمائة ألف أوقية من مخصصات صندوق دعم الصحافة في الوقت الذي أقصيت فيه مؤسسات إعلامية عريقة وهيئات صحفية ضاربة في القدم من أي دعم وحصل البعض الآخر على مبالغ زهيدة لا تصل لمخصصات أحد سائقي سيارة رئيس الهابا من هذا الصندوق، في الوقت الذي حصلت فيه مواقع مغمورة وصحف متوقفة عن الصدور مملوكة للأعضاء اللجنة على مبالغ طائلة، إضافة إلى مواقع وجرائد محسوبة على اللوبي الإعلامي لرئيس الهابا.
ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات من قبيل:
"نتحداكم أن تنشروا محاضر أعمال لجنتكم" .
و "يا حسين ، من يرتهن للجماعات واللوبيات لا يصلح لرئاسة الهابا".
و " يا حسين يا إقصائي، منصب رئيس الهابا لا يصلح للاقصائيين".
و " المختار ولد محمد أسوأ وأفسد رئيس لأسوأ وأفسد لجنة من لجان دعم الصحافة" .
و "الحسين ولد امدو أفشل رئيس للسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية" .
و " يا مخطار ويا حسين، فظتنا اللي كلتو امنين؟"
وكثير من الشعارات الأخرى التي تصب كلها في اتهام رئيس الهابا الحسين ولد امدو ورئيس لجنة دعم الصحافة المختار ولد محمد بالاستحواذ على مخصصات دعم الصحافة عن طريق صرف جلها في بنود "التسيير" و"التكوين" و"الجوائز" التي ستسهل لهم الاستحواذ عليها، وتقسيم الباقي على على مؤسسات تتبع الأعضاء لجنة الصندوق ولوبيهم الإعلامي الذي هو نفسه اللوبي الذي ينتمي له الحسين ولد امدو حسب تعبير المتذمرين.
وفي الأخير سلم المتظاهرون رسالة إلى السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية (الهابا) رسالة جاء فيها :
" الى السيد الرئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية
الموضوع: رسالة احتجاج
السيد الرئيس ..
إننا نحن مجموعة من مديري مؤسسات الاعلام المستقل نتوجه اليك هذه الرسالة الرامية إلى إظهار الاحتجاج والإدانة الشديدة لتصرفات لجنة صندوق دعم الصحافة المستقلة للعام 2021 والتي ترأسها هينتكم الممثلة في شخص المختار ولد محمد ، وذلك للأسباب التالية:
:
أ- غياب الشفافية وغياب الوازع المهني عن أعمال اللجنة.
ب- امتناع اللجنة عن الكشف عن محضر عملها.
ج- المحاباة والمحسوبية والزبونية التي ميزت اعمالها.
د- توجيه مبالغ كبيرة من موارد الصندوق الى غير أهلها.
هـ- تقاسم مبالغ كبيرة من طرف أعضاء اللجنة وهو تصرف ينم عن خيانة الأمانة والفساد.
و- توجيه مبالغ كبيرة لما یسمي "التكوين" و"الجائزة" وهو اجراء غريب، نظرا إلى أن الصندوق موجه الى مؤسسات وليس للأشخاص والتكوين والجوائز يجب أن تشرف عليها المؤسسات.
ح- إقصاء مؤسسات بطرق غير قانونية رغم كونها أفضل من جماع النواحي من مؤسسات اخرى تم دعمها والهدف من ذلك هو إقصاؤها وإخراجها من المشهد الشيء الذي بات واضحا للجميع.
ط- عدم العدالة في التوزيع بواسطة مايسمى بالتصنيف حتى تتمكن مؤسسات بعينها من الحصول على نصيب الأسد من الدعم وهي محاولة واضحة وفاضحة منكم من أجل التركيز على تلك المؤسسات حتى تخلو لها الساحة الاعلامية.
انطلاقا من ذلك فإننا نأسف أن هيئتكم التي هي السلطة العليا ، كان ينبغي لها أن تكونا حكما هذه النازلة إلا أنها صارت خصما وبالتالي فإننا سنستمر في نضالنا بكافة الطرق النضالية والقضائية الى حين تحقيق أهم مطالبنا والتي تتكون اساسا من:
1- الكشف الفوري عن محضر اعمال اللجنة.
2- تسوية كافة التظلمات.
3- التراجع عن قرار حرمان المؤسسات التي تم اقصاؤها.
4- تخلي الهابا مستقبلا عن رئاسة اللجنة أو حتى العضوية فيها.
والله من وراء القصد
عن المجموعة: المنسق حماده أحمد بتاريخ 2021/02/01"
ويتهم مراقبون للشأن الاعلامي الرئيس الحسين ولد امدو بالانغماس حتى النخاع في صراعات الصحافة؛ على العكس من كل الرؤساء السابقين للسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية الذين نأوا بأنفسهم عن مستنقع صراعات الأجنحة الإعلامية طوال الفترات السابقة.
ويرى أغلب نقباء الصحافة ورؤساء الهيئات الصحفية ومدراء نشر المواقع والصحف، أنه منذ تعيين الحسين ولد امدو في منتصف السنة الماضية وهو يسعى جاهدا للتمكين للوبيه الإعلامي ودائرته الضيقة من مقاليد الحقل وإقصاء الآخرين والتشهير بهم عن طريق الإنذارات الكيدية، وتجفيف مواردهم المادية وبطريقة ماكرة وغير أخلاقية.
كما يرون أنه يسعى إلى إيجاد صفقات تراضي بعشرات الملايين من مخصصات دعم الصحافة مع المدرسة الوطنية للإدارة ومؤسسات أخرى بخصوص التكوين والجائزة، والجميع يعرف علاقته بمدير المدرسة وبتلك المؤسسات.
ويعرَف الأستاذ الحسين ولد امدو بإظهار البشاشة وتوزيع الابتسامات يمنة ويسرة، ولكن أغلب العارفين به عن قرب يجزمون بأنه يظهر عكس ما يضمر وأنه ممن " يقتل القتيل ويمشي في جنازته".
ويطالب الكثير من الصحفيين بعزل الأستاذ الحسين ولد امدو قبل انتهاء مأموريته لفشله في تسيير هذا المرفق العمومي الهام وعدم احترامه لمنصبه الحساس.