إعلانات

خواطر من الزمن الجميل / الدكتور محمد الحسن اعبيدى

ثلاثاء, 28/01/2020 - 23:29
د . محمد الحسن اعبيدى  / استاذ جامعي و محام لدى المحاكم

بدأ النشاط العلمي للمعهد العالى وبه تعود المؤسسة للصدارة والريادة مبارك الابتداء وميمون الانتهاء . نبتة طيبة فى تربة صالحة من غرس مبارك تعاهدها ورثة الأنبياء بالسقي والرعاية فستأتى أكلها كل حين بإذن ربها وستبقى صامدة عصية على عواد الزمن مع شدتها التى ضربتها بالقحط والتقتير لتحكم عليها بالموت البطيء لكن إرادة الحياة حولت كل محنة إلى منحة فيقوى عودهاويشتد وتعود لحضن مجتمعها مرشدة وموجهة ناشرة قيم العدل والمساواة مترجمة المجظرة الأم فى تنوعها وشمولها وتعاليها على الفوارق عرقية كانت أو فيئوية. ففيها يقاسم ابن جول الغطاء والوطاء والزاد مع ابن فصالة وأفل واركبية ويحتسى الشاي سحرا على جمرات حطب الغضا ابن اكيدى ولعكل وآوكار والركيبة وأكان وآفطوط غربيه ووسطه وشرقه مرددين قول سلفهم واصفا تربه من أبناء المحظرة :

قبائل شتى ألف الدهر بينها @ لها همم قصوى أشد من الدهر.

إن تسلل النعاس إلى أجفانهم صرفوه عنه بشعرابن سيديا الخالد.

وكم سامرت سمارا فتوا@ إلى المجد انتموا من محتدين

أذاكر جمعهم ويذاكرونى @ بكل تخالف فى مذهبين.

أجل يجد الطالب المحظري فى معهده ما وجد شيخ حرمه ولد عبد الجليل فى دمن وربوع شيخه إمام المعقول فى شنقيط المختار ولد بون رحم الله الجميع فأنشد :

دمن دعتك إلى القريض فإن تجب @ فلمثلها يهدى القريض وينسب.

فيها تجمع سيبويه ويوسف @ والكاتبي والأشعري وأشهب

وكأن الدهر يعيد نفسه للحجاري بعد يأس فيجمع له أشياخه فى مدرجات معهد إرتضع فيها أفاويق صفاء الحديث والتفسير والفقه مع الشيوخ المربين الدكاترة إسلم سيد المصطف محمد ملاي لمرابط محمد الامين..

فألق عصا الترحال وقر عينا وأهنأ بين إلفك فعاد لدوحك الأمان...