إعلانات

عبدوتى ولد عالى .. يلقم اسحاق الكنتي حجرا فيرديه جريجا طريحا

خميس, 09/05/2019 - 21:32

بدأ الكنتي رمضانه بأكل لحوم الأحزاب، والشخصيات السياسية المعارضة، التي مثلت رأس الحربة في الدفاع عن طموحات وأمال الموريتانيين منذ أن سمح بالعمل السياسي الحزبي في موريتانيا، والتي ضحت بوقتها وجهدها ومصالحها من أجلك أيها المواطن بعد أن اختطف أولياء نعمة الكنتي وطنك و(سدوا خلفك الأبواب أن تحيا وسدوها أمامك أن تموت). لم يؤثر عن "الكنتي" نضال من أجل وطنه، منذ قيام التعددية السياسية، بل لعل هذا الوطن لم يكن يعني له شيئا بعد أن استبدل مسقط رأسه في موريتانيا بمسقط رأس القذافي " حين ولد وحين مات" مدينة سرت الليبية. عند انطلاق الثورة الليبية، لم تعد سرت وطنا ممكنا بعد دخول "الثوار" إلى مخبئ "معبوده" القذافي لتكتمل عقدة "الكنتي" من الثورة والثوار، تذكر الكنتي أن له وطنا ولكن كان لابد من عبادة "صنم جديد" حتى ولو ضحى "الأخ القائد" الجديد بـ"رجل الظل القديم" السنوسي مقابل ثمن بخس دراهم معدودة. بعد التولي يوم الزحف "الشهير" في سرت، حط الكنتي الرحال في بلد حنون و"ضعيف الذاكرة" ولكنه مع ذلك عصي على مقولات الغباء القذافية من قبيل "من تحزب خان"، رغم ذلك لم يكن بمقدور "الكنتي" النظر إلى الحياة السياسية الا من منظوره الذي اعتاد عليه، منظور "الزعيم الأوحد" و"الحزب الأوحد" و"المسار الأوحد" و"الآخرون خونة"، ولا عجب في ذلك، فالطبع يغلب التطبع. ينسى "الكنتي" أن الأحزاب السياسية سبقت انقلاب ولي نعمته الموريتاني، وهاهي باقية وراءه، بعد أن عجزا ، هو وولي نعمته الجنرال الانقلابي "ذي الميول العقارية"، عن تسويق تعديل الدستور من جديد لاستكمال "شهوة" الجنرال "المريضة" إلى الحكم عبر فرض مأمورية "ثالثة ورابعة وملكية" كما قال في مهرجان نواكشوط الشهير. كان رجال "عادل" ونساؤه شرفاء حينما انحازوا للمعارضة وشاركوها نضالها ضد جنرال "سارق" للسلطة عبر انقلاب "أرعن" على رئيس مدني منتخب في وضح النهار، تحمل رجال عادل ونساؤه في ذلك كل صنوف الإقصاء والتهميش، على غرار غيرهم من شرفاء موريتانيا، و قد كانوا شفافين وواقعيين حينما اختاروا علنا وبطريقة ديموقراطية دعم مرشح لانتخابات رئاسية يرون فيه سبيلا للخلاص من عشرية عجفاء أكلت الأخضر واليابس، لا تثريب على الغريق إذا تعلق بقشة. وكان التكتل مدرسة في النضال تعلم فيها اغلب من يمتهنون السياسة في البلاد اليوم، كان التكتل منذ بدء المسار الديموقراطي مأوى للمظلومين والمضطهدين و مجالا للتعبير عن نبض الأمة تجاه قضاياها العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين، أسس التكتل لنضال مستديم جمع كل أطياف الشعب الموريتاني و فرض على الأنظمة العسكرية المتعاقبة تقديم تنازلات متدرجة، لصالح عملية الانتقال الديموقراطي، وحينما كان زعماء التكتل يتجولون بين سجون موريتانيا من بومديد إلى الاك إلى نواكشوط لأنهم قالوا "لا"، كان الكنتي منشغلا في تبرير وترويج "جنون القذافي الأخضر" لضحايا حكم "اللامعقول" في ليبيا. كانت بقية الأحزاب والشخصيات تعبيرا من منظور خاص "قومي أو يساري أو إسلامي..." عن قضايا الأمة والوطن التي تجمع كل الموريتانيين، وقد بذلوا كل حسب جهده دورا في الانتقال الديموقراطي في موريتانيا. إن اختصار تاريخ الأحزاب الموريتانية في عشرية جنرال "متمول" تثير الشفقة، وتعكس "العقلية الصنمية المتكلسة" التي تكبل تصورات الكنتي للسياسة وللحياة. لا يفهم الكنتي، أو لا يريد أن يفهم، أن من انضموا إلى "الجنرال غزواني" إنما يجمعهم جميعا قاسم مشترك وحيد وهو التطلع إلى التخلص من النظام المتسلط، الفاسد، والغوغائي، الذي حكم البلاد خلال عشرية "الكنتي" وامثاله من "مجهولي الهوية"، وهم بهذا إنما يؤكدون بطريقة أخرى معارضتهم للنهج الأخرق، والمسار العدمي، الذي يشكل "الكنتي" أحد "مواد التنظيف الرخيصة" المستعملة في تلميعه. منذ سنوات وعبر مقالات عديدة كان "الكنتي" يبشر بنهاية تواصل وانهياره ولكن "خلاصة الخلاصة" في هذا الموضوع كشفتها "انتخابات عرفات" الأخيرة، والتي تم فيها تمريغ أنوف أسياد الكنتي في الوحل، كان الحكًم هو الشعب لا تخرصات الكنتي، والشعب قال كلمته، لقد منحنا الشعب "خلافته" ومنع أسيادك السابقين واللاحقين "عود أراك". يقول الكنتي في عملية تبديل جلد جديدة في مقاله الأخير "كنا في الأغلبية "أنصارا" يحبون من هاجر إليهم " يقول هذا وقد وجه الشتائم في الفقرة السابقة على ذلك مباشرة إلى المنضمين الجدد إلى مرشح الأغلبية، إنه التناقض، ولكن الكنتي لا ينتبه إلى ذلك أو لا يهتم، فالتناقض هو حبل المسبحة التي يسبح من خلالها بحمد كل "نظام وحاكم". لم يشارك الكنتي في مظاهرة وطنية واحدة في حياته، ولم يكتب بيانا واحدا لمساندة ضحية وطنية، ولم يسجل سطرا واحدا في قضية من قضايا المواطن الموريتاني، أو قضايا أمته، ولم يسجن ولم يفقد وظيفته ولم ولم...، كان دائما منبطحا في الجانب الأخر يلعق أحذية السلاطين ويدبج المدائح في "كبائرهم" ويكيل الشتائم لكل شريف يعترض على "زيفهم وطغيانهم"، كان وقته مخصصا للقدح في كل رموز موريتانيا دون أن يسلم من ذلك المرحوم المختار ولد داداه أوالشيخ محمد الحسن ولد الددو، كان دائما وما يزال رجلا "ساما" ينثر سمومه على الجميع ويستمتع ككل "الأوغاد" بنقد العظماء. تقول مي زيادة "من خساسة النفاق أنه يتكلم بلهجة تحاذي الصدق وانه يتلون بلون الواقع"، ولكن سيصدم "الكنتي" إذا علم أن من خصائص "المدينة" أنها تطرد خبثها، وأن من خصائص "الأنصار"، الذين يسعى حاليا للتقرب منهم، معرفة الأثر وتتبعه، ومن تتبع أثر "الكنتي" لا شك "راجمه". اختم بتحية الشاعر الفحل ببها لد بديوه لهذه البلاد المنكوبة بعشر سنوات من الزيف والقهر والغوغائية: أحَيِّيكِ إِذْ لَمْ يَبْقَ غَيْرُ حُطَامِ فَكَمْ لَكِ مِنْ شِلْوٍ هُنَا وَعِظَامِ أُحَيِّيكِ وَالأَيَّامُ تُغْرِقُ لَيْلَهَا نَزِيفًا وَأَجْفَانُ الجُرُوحِ هَوَامِي أُحَيِّيكِ إِذْ لَمْ يَبْقَ إِلَّا تَعِلَّةٌ تَلُوحُ بِغَيْبٍ أَوْ خَيَالَ مَنَامِ تُؤَجِّجُ أَغْوَارَ الجُرُوحِ وُسُومُهَا لِذِكْرَاكِ إِنْ مَرَّتْ مُرُورَ لِمَام ... والسلام على من اتبع الهدى