إعلانات

مرحبا بكم في مدينة طوبى (عاصمة الطريقة المريدية) / مام مور امباكي حمدي

أربعاء, 17/10/2018 - 21:20
جامع مدينة طوبى الذي هو درة و جوهرة معمارية كلَّ نظيرها

مدينة "طُوبَى" Tuubaa بناها الشيخ الخديم -رضي الله عنه- عام 1306هـ/1888م وهي ثاني أكبر مُدُن السنغال اليوم بعد العاصمة دكار Dakaar، مِن نَاحية الكثافة السُّكانية والقوة الاقتصادية.
إنها مدينة تتميّزُ بِكَثرة المساجدِ والمدارسِ القرآنية، والمجالس والمعاهد والمدارس الحديثة، وتَخْتَلفُ بِشكلٍ كبيرٍ عَن بَقِيّة المدن السنغالية؛ حَيثُ إنَّها تَسْعى عَلى الطَّابع الإسلاميِّ، وشيخُ الطريقة المريدية (الخليفة) هُو الذي يَتَولَّى مُباشرة سِيَادةَ المدينةِ والسَّهر على تطبيقِ قوانِينِها، التي تَمنَعُ التدخينَ، ونَوَادي الرَّقصِ والمَلَاهِي، ومَحلَّات بيعِ الخَمْر، والتبرج، والسفور، وما جَرَى مَجْرَاها. 
ليستْ في مدينة طوبى فَنَادقُ؛ وإنما قصورٌ جميلةٌ تُعرف بـ "دُورِ الضِّيافة"، يُقيم فيها ضيوفُ المدينةِ مجَّانًا، مِن دُون أنْ يحتاجوا إلى خدمات فُندقيَّة قد لا تَـتَّفقُ مع الطابعِ الإسلاميِّ السائدِ في المدينة. 
يُوجدُ في طوبى مسجدٌ شامخ يَفْتخرُ به جميعُ السنغاليين، كما يُعد واحدًا مِن أكبرِ المساجدِ في القارةِ الأفريقية وأكثرها بهاءً وجمالًا، ومما زاد روعتَه وقيمَتَه أنَّ جميعَ تكاليفِه مِن جُيوب أبناءِ الطريقةِ، لَا مِن دعمٍ خارجي، بل ولا من دعم حكومي، ويُعد هذا المسجد الطوبويُّ السنغاليُّ واحداً مِن بين أجمل 25 مسجدًا في العالم!
وفي مدينة طوبى يُعقد أكبرُ تَجَمُّعٍ دينيٍّ بغرب إفريقيا (المگَّلْ Màggal)، يَحضُرُه أكثرُ مِن ثلاثة ملايين شخص كُلَّ سَنة في 18 صفر، شكرًا لله تعالى على نَجَاةِ الشَّيخ الخديم -عليه رضوان الباقي القديم- مِن كيد المحتلين الظالمين الذين غرّبوه في هذا اليوم عام 1313هـ/1895م إلى الغابون، وعلى ما جناه في هذه الغربة من فيوضات ربانية ومواهبَ لدنية.