إعلانات

اسحاق الكنتي .. ثراء في المفردات وفقر حاد في الضمير

سبت, 29/09/2018 - 17:40
اسحاق الكنتي / الأمين العام المساعد للحكومة

فقراء الضمير

قضى عزيز على المؤلفة قلوبهم، لكنه أبقى على فقراء الضمير يقطر للواحد منهم قدر ما يبقيه على قيد التزلف.

من هؤلاء د.إسحاق محمد الكنتي، ومن المؤسف أن يجعل بعض المدونين منه كاتبا أو مفكرا، فيعمدون إلى ما يكتب يعيدون نشره، من حيث لايدرون أنهم إنما تيمموا الخبيث من حشف الفكر وشيصه من أعذاق أشجار جهنم، لينفقوه على القراء، ولو أعيد إليهم وأمعنوا فيه النظر لما أخذوه إلا على إغماض.

فقراء الضمير هم أول من يبيع ولي النعمة، وينكص على عقبيه، حين بدأت معركة سرت في 15 سبتمبر 2011 بين الثوار الليبيين وكتائب العقيد معمر القذافي للسيطرة على مدينة سرت الساحلية الاستراتيجية، كتب الكنتي: 
سندافع عن الأخ القائد حتى آخر قطرة دم!
ولم يجف مداد حروفه حتى كان على بعد بعد خمسة آلاف كيلومتر يتلمس رقبتة ويتحسس ثيابه بين كثبان وكُدى المنتبذ القصي.. (المرتزقة ماهم اعمارْ).

الكنتي حين تقابله لاتحتاج أن تكون لبيبا لتمتحنه، ستكتشفه بسرعة فهو سطحي مسطح ليس بحرا لتحاول الغوص إلى قعره ولاجبلا لتتجشم وعره، بل سهل مفتوح كصحراء لمريّه، ستلاحظ أن لاتماسك منطقيا فيما يقول، مهزوز الشخصية، يفتقر للكاريزما الشخصية لايوجد خيط ناظم لأفكاره ولايجيد لغة الجسد، حين يحرك يديه تتذكر ولد الطايع.
كان ولد الطايع يقول بلدنا شاسع ويقارب بين كفيه، ومواردنا قليلة ويباعد بين بين يديه! 
ولد عبد العزيز يعرف طينة الكنتي لكنه يستغله لتبكِيتِ خصومه، حتى أنه إمعانا في إغاظتهم جعل التصويت يوم الفاتح من سبتمبر، ليوصلهم إلى: هلموا فانظروا بمن ابتلاني!

عود على بدء
قد يبهر الحسن من حسناءَ ضرّتَها :: حتى تقولَ دميمٌ وجهُها كذبا

ذات شتاء بات رجل ورع عند قوم، وأصبح وقد أصابته جنابة، فاستيقظ عليه القوم غبشا وهو يغتسل بقراح الماء والماء بارد، فقال كبير القوم معلقا:
والله يذَ لمرابط ألَّ حاسْ ابْحِرْگَه امتينَ

حُرگة ُ د.إسحاق محمد الكنتي من تواصل ومن الإخوان حرگة شديدة، وفي كل مرة تكون كرّته على القوم كرة خاسرة.
وفي كل كرة تتكسر النصال على النصال.

مايمارسه الكنتي من نقد لحزب تواصل خاصة بعد مؤتمره الأخير، وانتخابه لقيادة جديدة في سُنة جديدة حميدة للتناوب أشاد بها المؤيد والمعارض، حتى لا نقول العدو قبل الصديق، ليس نقدا بل هو أقرب للتحامل منه للنقد العلمي الرصين، بل هو للإسفاف والسقوط أقرب إن لم يكن هو عينه، يصف القوم بأنهم قوم بُهت وبأنهم وبأنهم، ويصف لسانه الكذب وكأن البطرون أغراه بهم إذ له انضوى.

ماغاب عن الكنتي أن موريتانيا تسع الجميع دون غلو وتطرف أوإقصاء !؟ 
وكما قال أحد الإخوة فإن استعداء طيف كبير من الشارع الموريتاني قد تكون له عواقب وخيمة، ناهيك عما قد يتضمن من المساس بالحريات العامة والشخصية.
وغاب عن الكنتي أن من يلغي الآخر فإنما يلغي نفسه فحسب، وذلك ما عجل بنهاية قائده القذافي الذي أقصى الجميع فثار عليه الجميع.

الكنتي أبعد النجعة في ذم القوم، فانتقل من تواصل إلى تنظيم الإخوان المسلمين، وإلى الإسلام السياسي أو (الدين السياسي) كما يسميه ولي نعمته (باقل) بن عبد العزيز، وفي نقد الكنتي للقوم خشينا أن يصل إلى الإسلام نفسه.

حزب تواصل حزب عريق منظم، يعمل في إطار القانون له رؤية واضحة وبرنامج متكامل، ويؤوي خيرة من سياسيي ومثقفي المنتبذ القصي ما علمنا عليهم من سوء، قد نختلف معه وقد نتفق لكن لانملك في النهاية إلا أن نحترمه، لأنه فرض احترامه، فما الذي ينقمه منه الكنتي؟!

الكنتي في نجعته وهو يحمل بضاعته المزجاة، لم يسلم منه المرشدون بدءا بالإمام حسن البناء الذي قال إنه رسب في الابتدائية ولا ينبغي أن يكون إماما! 
وصولا إلى المرشد الحالي محمد بديع الذي ذمه بأنه طبيب بيطري!.
إذا محاسنيَ اللاتي أُدِلُّ بها :: كانت ذنوبي فقل لي كيف اعتذر؟

أمران في الماضي كانا محل التّندر، شهادات ليبيا، ونتائج مباريات كرة القدم في آسيا، فتجد دكتورا متخرجا من ليبيا لا يكاد يبين إلا من رحم ربك، فقد كفاه ذكر القائد والكتاب الأخضر في ورقة الامتحان مؤونة الامتحان..
وتجد مباراة بين منتخب البحرين وتايلاند نتيجتها خمسة عشر هدفا مقابل عشرة، فتحتار هل أنت أمام أهداف كرة قدم أم نقاط كرة سلة.

كتب الكنتي الكثير من المقالات عن القوم وفي نهاية كل مقال يكتب أن للقصة بقية، ثم لا تعدو البقية أن تكون إعادة لتهافت سابق.

الكنتي لم يتورع عن حشو مقلاته بالأراجيف والافتراء، حتى أنه لجأ إلى مقال لكاتب يساري مدعيا أنه من القوم، فجاءت فقرات الاستشهاد من المقال ضد الكنتي وعليه من حيث قدّر أنها له، بل أضرت بمصداقيته وأمانته العلمية المضروبة أصلا.
صاحب المقال الأصلي الذي نفشت فيه غنم الكنتي، لم يكن الفقير الصابر، بل تعقب مقاله، معيدا الفقرات المبتسرة إلى سياقها الأصلي في المقال الأم.

يصل الكنتي إلى ربع عزة ليعقل قلوصه المنهكة، لا ليبكي هناك ولكن ليغتاب ويبهت الرئيس الجديد لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) السيد محمد محمود ولد سيدي فيصف الرجل بأنه شبيه بمناضلي أمريكا اللاتينية الماركسيين.. كان فيه "شيء من نظارة تروتسكي ولحيته، فتى قصير القامة.. مهمل الهندام. إلى غير ذلك مما يبوله قلم الكنتي، ولست أذكره..
ويتساءل الكنتي هل يستطيع الصمود أمام الإعصار القادم من الشرق، ورياح الجنوب الباردة، ويواصل العزف على العصبية المنتنة المنهيِ عنها.
لم يكن الكنتي في نقد القوم متكنتيا ولا مترزگيا.

القوم ليسوا فوق النقد فكل من يتعاطى السياسة ويتصدر للشأن العام يكون غرضا للمرتمي وهدفا لسهام النقد
لكن شتان بين النقد والتجريح، والنصح والاستهداف. والحق والبهتان.
الكنتي في محاكمة القوم جمع بين الحشف وسوء الكيلة.

{ يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.

كامل الود.

نقلا عن صفحة العملاق / إكس ولد إكس إكرك .