إعلانات

محطات من حياة المستشرق الفرنسي ﻛﺰﺍﻓﻴﻴﻪ ﻛﺒﻼﻧﻲ

جمعة, 20/07/2018 - 18:37
المستشرق الفرنسي / ﻛﺰﺍﻓﻴﻴﻪ ﻛﺒﻼﻧﻲ

ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﻨﺸﺄﺓ :
ﻭﻟﺪ ﻛﺰﺍﻓﻴﻴﻪ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﻓﺎﺗﺢ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1866 ﺑﻜﻮﺭﺳﻴﻜﺎ ‏( ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ ‏) ﻭﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺳﻜﻦ ﺑﻬﺎ . ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ . ﻭﻗﺪ ﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺑﺮﻳﻞ 1889 ﻣﻮﻇﻔﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻭﺍﺩ ﺷﺮﻕ ﺑﺎﻟﺠﺰﺍﺋﺮ . ﻭﻓﻲ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1895 ﺻﺎﺭ ﻣﻠﺤﻘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ‏( ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﺎﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ‏) . ﻭﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻳﻮﻟﻴﻮ 1896 ﻋﻴﻦ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍ . ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻻﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻧﺸﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺩﻳﺒﻮﻥ ‏( Dupont ‏) ﻛﺘﺎﺑﻬﻤﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ : " ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ " ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﻗﻊ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻻﺳﺘﺸﺮﺍﻗﻴﺔ .

ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ :

ﺗﻢ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻛﺒﻮﻻﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻨﺘﻲ 1899-1898 ﺑﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﺎﻟﻲ ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺮﻑ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﺍﻻﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺩﺓ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻛﺮﺅﺳﺎﺀ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻠﻮﺵ ﻭﻣﺸﻈﻮﻑ ﻓﺎﻟﺘﻘﻰ ﺑﻤﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺃﻣﻴﺮ ﻣﺸﻈﻮﻑ ﺣﻴﻨﺌﺬﻥ . ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ
ﻭﻻﺗﺔ ﻭﺗﻴﺸﻴﺖ ﻭﺁﺩﺭﺍﺭ ﺳﻨﺔ 1899 ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺑﺤﺚ ﻭﺗﺤﺮ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ . ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻛﺒﻮﻻﻧﻲ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﺣﺘﻜﺎﻛﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻥ ﺧﻼﻝ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺴﻨﺘﻴﻦ ﻭﺑﻔﻀﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻄﻮﺭ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻔﻬﻢ ﻋﻘﻠﻴﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ . ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍ ﻣﻔﺼﻼ ﻭﺩﻗﻴﻘﺎ ﻋﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻥ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻴﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺠﺐ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻜﻮﺭﺳﻴﻜﻲ؛ ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1899 ﺑﺎﺳﻢ " ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ." ﻭﻳﻮﺿﺢ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ " ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ :" ﺇﺫ ﻳﺤﺪﻫﺎ ﻏﺮﺑﺎ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﻭﺷﻤﺎﻻ ﻭﺍﺩﻱ ﺩﺭﻋﺔ ﻭﺗﻨﺪﻭﻑ ﻭﺷﺮﻗﺎ ﺣﻮﺽ ﺗﺎﻭﺩﻧﻲ ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﻙ ﻭﺗﻨﺒﻜﺘﻮ ﻭﺟﻨﻮﺑﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻧﻴﻮﺭﻭ ﻭﺧﺎﻱ ﻭﻧﻬﺮ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ .

ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻭﺩﺧﻮﻝ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ :

ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺬ ﻭﺭﺩ ﺑﻴﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺕ ﻭﺑﻴﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺪﻛﺎﺭ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ‏( ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ‏) ﺗﻢ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﺇﺧﻀﺎﻋﻬﺎ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﺤﻞ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎﻥ ﻟﻮﻳﺲ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻟﻴﺔ ‏( ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺤﻠﻴﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻧﺪﺭ ‏) ﺳﻨﺔ 1902 ﻭﺑﺪﺃ ﻳﻌﺪ ﺍﻷﻫﺒﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻠﺴﻨﻐﺎﻝ ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ .
ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ :

ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺪﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺳﺮﺓ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺍﻋﻠﻲ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻪ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺪﻳﺪ ﺍﺑﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻝ ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ . ﻭﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ
ﺍﻷﺑﻴﻴﺮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺍﺳﻼﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ
ﺑﺴﺎﻥ ﻟﻮﻳﺲ . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺑﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻭﺭﺍﺛﺘﻪ ﻟﻤﻜﺎﻧﺘﻲ ﺟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺃﺑﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺎﺑﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﻗﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺍﻃﺮﺍﺩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻨﻬﺐ ﻭﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ . ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﺑﺎﺑﻪ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﻦ ﺳﻴﺠﻠﺒﻮﻧﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻘﻮﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﻬﺐ ﻭﺍﻟﺴﻠﺐ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ . ﻓﻮﺿﻊ ﺛﻘﻠﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺗﺠﺪ ﺃﻣﻨﺎ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﺷﺮﺃﺑﺖ ﺇﻟﻴﻪ . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﻌﺪ ﺑﻮﻩ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﺿﻞ - ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻭﺫﻭ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺩﻳﻨﻲ ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ - ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻭﺩﻋﻢ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻳﻨﺴﺠﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺃﺷﻴﺎﺥ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ . ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺒﻮﺭ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ 14
ﺩﻳﺴﺒﻤﺮ 1902 ﺣﻴﺚ ﺣﻞ ﺑﺪﻛﺎﻧﺔ ‏( Podor ‏) ﻭﻗﺪ ﻟﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺍﻋﻠﻲ . ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﻣﻌﻪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺩﺧﻠﺖ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ : ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﺑﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻌﺪ ﺑﻮﻩ ﻭﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪﻥ ﻭﻟﺪ ﺃﺑﻨﻮ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ
ﻭﺃﺧﻴﺎﺭﻫﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ . ﻭﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﺑﺎﺑﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻟﺪﻯ ﺳﻴﺪﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻝ ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ ‏( ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﻣﺎﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ‏) ﻟﻠﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﻭﺃﺳﺮﺓ ﺃﻫﻞ ﺳﻴﺪﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ . ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ 19 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1902 ﻛﺎﻥ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺮﻙ ﻗﺮﺏ ﺭﻭﺻﻮ ﻭﺣﻞ ﺑﺴﻬﻮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺀ ‏( ﺍﻟﺮﻛﻴﺰ ‏) ﻓﻲ 22 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ . ﻭﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺷﻬﺮﺍ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺧﻼﻟﻪ ﺃﻏﻠﺐ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﻭﻭﺟﻬﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ . ﻭﻓﻲ 24 ﻳﻨﺎﻳﺮ 1903 ﺃﺳﺲ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻣﺮﻛﺰﺍ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﺌﺮ ﺧﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺇﻛﻴﺪﻱ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ . ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺤﻤﺬﻥ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻝ
ﺍﻟﺪﻳﻤﺎﻧﻲ :
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﺷﺎﻛﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﻈﺎﻥ ﻗﺪ ﻃﻠﻊ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻛﺒــﻼﻧــﻲ
ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻰ ﺍﺧْﺮُﻭﻑَ ﺑﺎﻟﻨﺼـﺎﺭﻯ ﻭﻣﻮﻃﻦ ﻟﻬﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﺻـﺎﺭﺍ
ﻭﻗﺪ ﺑﻨﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻳﺨﺎﻓﻬﺎ ﻛﻞ ﻓﺘﻰ ﻓﻄـﻴــﻦ
ﻭﻓﻲ 5 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1903 ﺃﻋﻠﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻝ ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﺎﺣﺘﻼﻝ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﺘﻢ ﻟﻜﺒﻼﻧﻲ ﺩﺧﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻨﻮﺓ ﺩﻭﻥ ﺇﻃﻼﻕ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ 25 ﺃﻟﻒ ﻓﺮﻧﻚ . ﻭﻓﻲ 6 ﻓﺒﺮﺍﺋﺮ ﺗﻢ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺮﻛﺰ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﺍﻷﻃﻠﺴﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺎ ﺳﻴﻌﺮﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ .
ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ ﻭﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﺗﻜﺎﻧﺖ
ﻭﻣﻊ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺍﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ
1903 ﺇﻟﻰ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻌﻪ ﺷﺮﻗﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﺳﺲ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻣﺎﻳﻮ 1903 ﻣﺮﻛﺰﺍ ﻓﻲ ﺃﻻﻙ ﺑﻮﺳﻂ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﻗﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎ ﻣﻊ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻋﻠﻲ ﺃﻣﻴﺮ ﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻌﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻊ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺍﻋﻠﻲ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ . ﻭﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﺃﺣﻤﺪُ ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻭﻟﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻜﺒﻼﻧﻲ ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺷﺄﻥ ﺃﺣﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﺍﻋﻠﻲ . ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﺃﻗﺪﺍﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ‏( ﺳﻬﻮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺀ ،
ﺍﺧﺮﻭﻓﺔ ، ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ . ﻭﺃﻻﻙ، ﻣﺎﻝ ، ﺃﻣﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ ‏) ﻭﻟﻜﻦ ﻃﻤﻮﺡ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﺻﺎﺭ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺗﻜﺎﻧﺖ ﻭﺷﺠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺧﻀﻮﻉ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﻬﻰ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﻟﻠﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1905 . ﻭﻓﻲ 20 ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺩﺭﻛﻞ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﺟﺒﻞ ﺗﻜﺎﻧﺖ . ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻌﺖ ﻣﺼﺎﺩﻣﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻭﺑﻴﻦ ﺟﻴﺶ ﺇﺩﻭﻋﻴﺶ ﻋﻨﺪ ﺩﺭﻛﻞ . ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﺇﺩﻭﻋﻴﺶ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻦ ﺑﻜﺎﺭ ﺑﻦ ﺍﺳﻮﻳﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻧﺤﻮ
ﺍﻓﻠﺔ . ﻭﻗﺪ ﻭﺟﻪ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻧﺤﻮﻫﻢ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻓﺮﻳﺮﺟﺎﻥ ﺇﻟﺬﻯ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺤﻠﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﻮﻛﺎﺩﻭﻡ ﻓﺠﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﺎﺗﺢ ﺃﺑﺮﻳﻞ 1905 ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺑﻜﺎﺭ .
ﻣﻘﺘﻞ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﺑﻦ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻟﺰﻳﻦ
ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ 12 ﻣﺎﻳﻮ 1905 ﺗﺴﻠﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺳﻴﺪﻱ ﺑﻦ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻭﻣﻌﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺷﺠﻌﺎﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺇﺩﻳﺸﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺤﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ
ﺑﺘﺠﻜﺠﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻓﺪﺧﻠﻮﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﺷﺘﺒﺎﻙ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺘﻴﺠﺘﻪ ﺃﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﺑﻦ ﻣﻼﻱ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻓﺄﺻﻴﺐ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﺑﺮﺻﺎﺻﺘﻴﻦ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﻛﺴﺮﺕ ﺫﺭﺍﻋﻪ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻓﺴﻘﻂ ﻣﻴﺘﺎ . ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺑﻦ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺃﺗﻴﻔﻮ ‏( Etiévaut ‏) . ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻙ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﺧﻤﺲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻓﻘﻂ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻣﻮﺕ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﻭ 4 ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺟﺮﺡ 10 ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻯﺎﺳﺘﺸﻬﺎﺩ 5 ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﻴﺪﻱ ﺑﻦ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻟﺰﻳﻦ . ﻭﻗﺪ ﺃﺿﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﻫﺆﻻﺀ ﺟﺮﻳﺢ ﺳﺎﺩﺱ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﻋﺪﻣﻪ ﻓﺮﻳﺮﺟﺎﻥ ﺷﻨﻘﺎ . ﻭﺑﻤﻮﺕ ﻛﺒﻼﻧﻲ ﺳﺠﻠﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ .
 د / ﺳﻴﺪﻱ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻷﻣﻴﺮ : ﺑﺎﺣﺚ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ