إعلانات

الدروس المستفادة من عملية السطو على فرع بنك ؛ التجاري بنك ؛ (فيديـــو)

أربعاء, 06/06/2018 - 19:11
الكاتب و الشاعر العميد /  أحمد أبو المعالي

لدي يقين جازم أن ما ننعم به من بعض الأمن في العاصمة وغيرها لا يرجع بالأساس إلى حيوية ونشاط المؤسسات الأمنية وأداء دورها بقدر ما يرجع إلى " بقية أخلاق" عند كثير من أبناء هذا الشعب ولو كانت الجهات الأمنية تؤدي الدور المطلوب منها لكان الوضع أحسن بكثير..
الدليل على المقدمة السابقة أنك تمر من مقاطعات عدة في نواكشوط في مختلف الأوقات وتشاهد مشاهد الاحتكاكات والأمور التي تتطلب تدخلا أمنيا فلا تسمع للأمن ركزا ولا ترى لهم أثرا إلا حينما يتعلق الأمر بقمع مسيرات أو مظاهرات.. حينها تتغير المعادلة وكثيرا ما أتساء ل أين يكون هؤلاء بهذه المعدات المتطورة والسيارات الكثيرة في الظروف العادية؟ ولماذا لا نحس بهم حينما نحتاجهم هنا أو هناك؟
وهل يعقل أننا نمتلك هذه العناصر الأمنية بهذه التجهيزات وهذه السيارات ولا نشاهدها إلا في مثل هذه الظروف؟ ولا يجد المواطن أي دور لها في حياته اليومية إن تطلب الأمر؟
وليست عملية السطو التي جرت أمس إلا نموذجا على ذلك الخلل الأمني الكبير .
فالعملية جرت تقريبا في نفس التوقيت وبنفس الطريقة التي جرت بها العملية التي هزت الرأي العام قبل فترة وعلى مؤسسة مصرفية كما هو حال الأولى مع فارق بين حيوية المنطقتين من حيث الحركة فالأولى وقعت في منطقة لاتقارن بحيوية المنطقة التي جرت بها عملية الأمس ..وهو ما يزيد الأمر غرابة ودهشة.
فهل يعقل أن الجهات الأمنية لم تتلقف الدرس بشكل كامل ولم تستفد من تلك العملية أن تحصن المواقع الحساسة اقتصاديا بما يوفر لها الأمن طوال الوقت سيما ضحى على شارع عام في منطقة مزدحمة بالمارة والسكان ؟!
.. أمر يدعو للاستغراب ويفسر لماذا تتكر الجرائم بنفس الآليات وبنفس الطريقة دون أن يكون هناك تطور مقنع في التصدي لها وتلافيها إذ غالبا ما يكون التدخل الأمني بعد فوات الأوان
ظهر عسكري يصطحب معه قطعة سلاح ولم يغير أي شيء في المعادلة وهنا تكمن الغرابة حيث أنه يفترض في مثل هذه الظروف أن تكون كفاءة العسكري ومهارته تتجاوز غيره بكثير وهو مالم يظهر حيث لم نلحظ أي فرق بين سلوكه وسلوك إحدى السيدات الواقعات تحت هول الصدمة والهلع
قد نتفهم محاولته النجاة بنفسه في البداية . لكن من المفترض أن تكون مصحوبة لاحقا بتكتيك مناسب يشل العملية ويمكن من التدخل في الوقت المناسب .. وإلا فما جدوى التدريبات العسكرية؟ وما جدوى قطعة السلاح التي يحملها؟
وما الفرق بين الزي الذي يلبسه وبين عباءة السيدة الهاربة؟ سيما وأن الفيديو أظهر أن العملية استغرقت دقائق وهو إطار زمني يكفي لمن لديه خبرة أمنية وعسكرية بالتصرف المناسب ..لكن المصيبة الكبرى أن العملية تمت وفق ما خطط لها اللصوص وخرجوا دون أدنى اعتراض في منطقة تعج بالسكان والمارة .
أوضح الأمر خللا يجب تداركه و يحتم إعادة النظر في كثير من الأمور المتعلقة بالأمن 
كلنا نتذكر الاستعراضات العسكرية والأمنية التي تجريها القوات الأمنية في احتفالاتها وتظهر تلك الاستعراضات أن رجال الأمن خضعوا لتدريبات تمكنهم من التعامل مع مختلف الظروف ومختلف الجرائم بالآليات والطرق المناسبة وهو ما لم يتجاوز عتبة تلك التمرينات الاستعراضية في أغلب الحالات .. 
لنمتلك الشجاعة والصراحة ونعلن الحقيق:
هناك خلل في الأجهزة الأمنية يشل أداءها وتأديتها الأمانة الموكلة إليها..وما لم يتم إصلاح ذلك الخلل بالطرق المناسبة ستتكرر سيناريوهات مشابهة ..وسيزداد المواطن قناعة في سحب الثقة من المؤسسة الأمنية ..وحينها.. نسأل الله السلامة .

نقلا عن صفحة العميد / أحمد أبو المعالي .