إعلانات

ضابط موريتاني سام .. ينبه على ثغرة قاتلة في منظومتنا الأمنية ( صورة )

جمعة, 25/05/2018 - 02:33
 العقيد المتقاعد البخاري محمد مؤمل / رئيس مركز أم التونسي للدراسات الاستراتيجية

كشف الضابط الموريتاني السام و الخبير في شؤون الإرهاب و الأمن  رئيس مركز أم التونسي للدراسات الاستراتيجية العقيد المتقاعد البخاري محمد مؤمل عن ثغرة قاتلة لا مبرر لوجودها  اليوم في منظومتنا الأمنية الوطنية في ظل وضع أمني مترنح يحدق بالبلاد من كل الجهات .

 العقيد المتقاعد البخاري محمد مؤمل كتب العنصر التالي :

 ركَّبت على التوالي الرقمين "1" و"7".. رن الهاتف؛ لكن أي أحد لم يجب.. عاودت العملية.. ثانية، فظل الصمت مطبقا. كررتها مرة أخرى.. وعاودت الكرة مرات.. ومرات.. وطيلة نهار اليوم... ودوما، لا أحد يجيب.

في المساء راجعت يومية "الشعب"1 لعلي أتأكد من الإعلان. فوجدته كما قرأته من قبل:

"الإدارة العامة للأمن

إعلان

تعلن الإدارة العامة للأمن الوطني أن الهاتف رقم 17 أصبح من الآن فصاعدا مفتوحا لدى كل مصالح الشرطة الموجودة في جميع مدن الوطن أمام طالبي النجدة والمبلغين عن كافة المخاطر التي تهدد الأمن العام.

لذا يرفع إلى علم الجميع ان هذا الهاتف أصبح جاهزا للاستعمال".

عاودت قراءة الإعلان من جديد. فتبين لي ما كنت على دراية تامة به: أنا لست معنيا في الحقيقة.. لأنني لا اطلب نجدة ولا أبلغ عن مخاطر.  فغرضي يقتصر على التحقق من فحوى الإعلان قبل نشره في موقع موريتانيا المعلومة.  أمر لم أستطع حسمه لحد الآن بسبب غياب أي مجيب. فتخيلت لهم عذرا: "هم في بداية التجربة.. وكل بداية صعبة"، قلت في نفسي.. راجيا ألا يتكرر غيابهم مرة أخرى وأيا كانت الظروف.

نفس المحاولة قام بها أيضا  أحد محرري الموقع متعاون مع 2 COTES، وفي نفس الوقت، ولنفس الغرض.. حيث يتعلق التحقيق بإعلان مماثل ورد في نفس العدد من يومية "الشعب"3:

"الدرك الوطني

رقم هاتف جديد

في إطار الجهود المستمرة الرامية إلى تحسين وتعزيز الأمن على امتداد التراب الوطني، يعلن الدرك الوطني عن وضع رقم هاتف اخضر، سهل الاستيعاب، أقصر من الرقم الأول، تحت تصرف الجميع.

وفي هذا السياق بالتحديد، تم اختيار الرقم 116 بدلا من الرقم 8001003.

فالرقم الجديد يمكن استخدامه مجانا من الهواتف الثابتة والنقالة، ويتميز بكون المكالمات التي تتم من خلاله تصل مباشرة وبصورة أوتوماتيكية إلى أقرب فرقة للدرك من مكان المكالمة."

تحيرت لأننا قضينا حوالي ساعة أو أكثر ونحن نجرب الرقم.. والهاتف يرن.. ولا أحد يجيب. علما أننا خلال محاولاتنا كنا نتنقل  بين وداخل مقاطعتي " دار النعيم" و"تفرغ زينه"؛ أي: في منطقة توجد بها قوة من الدرك لا محالة. وحتى إن كانت لا توجد في ذلك الوقت فغيابها لا يمنع من الإجابة على الهاتف من مواقع أخرى طبقا لما جاء في الإعلان.. لأن مدن ومقاطعات البلد كلها مغطاة بالخدمة الهاتفية، ولأن سرعة الموجة الكهرو مغناطيسية تساوي 300 ألف كيلومتر/ساعة.

وبعدما تلقينا ردا تأكدت من وجود الرقم المذكور.. لكنني بقيت حائرا حول فعاليته.. نظرا لكون الرد جاء متأخرا خلافا لما تتطلبه حالات الطوارئ.

فتذكرت ما تعلمته خلال مساري المهني وكررته مرارا خلال محاضرات وخرجات إعلامية كنت طرفا فيها حول الإرهاب والتحديات الأمنية : هذه القضايا وغيرها من الأمورالامنية المستعجلة تستدعي تعبئة منظومات وأدوات ردود فعل ينبغي ان تظل السرعة والديمومة هما أول سماتها.

عقيد متقاعد البخاري محمد مؤمل

رئيس مركز أم التونسي للدراسات الاستراتيجية .