إعلانات

واقع مر مرير يعيشه الزائر لمركز أمراض وجراحة العظام والحروق البليغة

سبت, 09/12/2017 - 10:04
وزير الصحة البروفسير / كان بوبكر

يعتبر  مركز "أمراض وجراحة العظام والحروق البليغة"، إحدى المرافق الصحية المستحدثة خلال حكم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، بعد أن تم تصميم المبنى ليكون قسما للحالات المستعجلة، كان من المفترض أن تكون جميع المستشفيات تنقل إليه المرضى ومن ثم يتم توجيههم إلى المرفق الصحي اللازم للحجز، لكن نظام عزيز قرر تحويله لاحقا إلى مركز صحي خاص بجراحة العظام والحروق.

وهكذا أصبح هذا المرفق يشهد بشكل يومي إقبالا من مختلف أحياء العاصمة الموريتانية نواكشوط وحتى من خارجها، وسط غياب التجاوب اللازم مع الوافدين، حيث يظل المريض ومرافقيه ينتظرون مسير "الصيدلية"، لتسليمهم وثيقة التسديد لدى الصندوق والذي هو الآخر يكون مسيره -غالبا- خارج مكتبه أو غارقا في متابعة الإنترنت.

في غرفة "المراقبة" كما يسمونها يجد المريض الصعوبة في التجاوب السريع معه، خصوصا في ساعات الليل، وبعد المعاينة يتم تسليم وصفة طبية وأخرى لإجراء فحوصات، لتبدأ المعاناة أمام "الراديو" و"المختبر"، حيث لابد من طول الإنتظار من أجل الحصول على المعاينة والإنتظار لخروج النتائج.

أما فيما يتعلق بالمعاينة أمام الخصائيين، فإن المريض وأهله مضطرون للوصول إلى المركز في ساعات الصباح الأولى وإنتظار البواب ورفيقتاه للحصول على رقم للمثول أمام الأخصائي، حيث يخصص هؤلاء أياما في الأسبوع للمعاينة بالمركز، كما يجد من يريد العلاج انتهاج نفس الطريق للمثول أمام المختص في إزالة آثار العمليات الجراحية.

ويظل المواطن في طوابير طويلة أمام غرف الأخصائيين وحتى مسؤولي التخدير، ويعاني هذا المركز من قلة الغرف الفردية، حيث يصعب الحصول عليها إلا بشق الأنفس.

في هذا المركز دائما يعاني المريض من أزمة الإنترنت، التي تمنع مسير الصيدلية ورفيقه بالصندوق من القيام بعملهما في الوقت المناسب، خصوصا وأنه في بعض الأحيان يرفض الأطباء المعاينة قبل إحضار وثيقة "التسديد" لـ500 أوقية، والتي يرتبط تسليمها بـ"الشبكة" التي تتعطل من وقت لآخر.

ويجد المواطن صعوبات كثيرة في برمجة العمليات بهذا المركز، حيث لابد من وسيط، وإلا فإن مصير المريض هو طول الإنتظار، وعندما تتم برمجة العملية فإن المريض وأهله مضطرون لإحضار مبالغ مالية معتبرة، إن لم يكونوا يتوفرون على تأمين صحي، فيتسلمون وصفة طبية بعدة أنواع من الأدوية والمعدات، ليخرج إليهم مريضهم وليس برفقته منها سوى اللباس، ثم تتالى الوصفات الطبية بعد ذلك، خصوصا أثناء العملية فلا تمر دقائق إلا وأحد البوابة يحمل وصفة طبية يستفسر عن مرافق المريض.

ويجد المواطن الكثير من التضييق من طرف بوابة المركز، إن لم تكن يده في جيبه، حينها يتم التعامل معه بقساوة ويمنع من الدخول خارج التوقيت الرسمي للزيارة، إلا أن المركز يتميز عن بقية المراكز الصحية بأنه الأكثر حفاظا على نظافته، حيث تستمر طيلة اليوم.

المركز يغص بالمتدربين والمتدربات، والذين يتنقلون مع الأخصائيين والأطباء أثناء معاينتهم للمرضى بشكل يؤثر على المرضى، نظرا للفوضوية وتسابق هؤلاء المتدربين في الإستفادة من الإرشادات الطبية، رغم أن القضية على حساب راحة المريض، وأحيانا يقوم بعض المتدربين بالدخول إلى الغرف واستفسار المرضى عن ما قيم به لهم من إجراءات طبية.

المركز يتأثر هذه الأيام، من الأشغال في "الصرف الصحي" التي تجري عند بوابته، حيث أخضعته لحصار يمنع الوصول إليه، فأغلقت بوابته الرئيسية وأصبح الدخول إليه من بوابة صغرى مؤدية إلى مركز أمراض القلب أو البوابة المقابلة لملتقى طرق "صباح"، كما أن المرضى يفقدون الراحة ليلا وفي ساعات الفجر الأولى، بسبب استمرار الأشغال في "الصرف الصحي".

عندما يتم إغلاق البوابة الرئيسية للمركز، يضطر رواد المركز للبقاء على الشوارع، حيث يبيتون في العراء حتى الصباح، رغم ما يشكل ذلك من خطر على حياتهم.

نقلا عن ميادين .