إعلانات

المُقَامَةُ الوطنية / للشاعر الطبيب خالد عبدالودود

سبت, 19/08/2017 - 13:50
الشاعر الطبيب الفتى خالد عبد الودود

#المقامةُ_الوطنية
وفي ذي القعدة من عام 1438 للهجرة كانت في البلاد أحداث جِسام وتحزب وانقسام 
ففي هذه السنة قرر أمير المؤمنين ونصيرُ الضعفاء والمستضعفين محمد بن عبد العزيز تغييرَ الدستور وكشف المستورِ فاستنفرَ العبادَ وجابَ البلادَ وانفق من مال الضعاف واليتامىَ والأرامل والأيامىَ ؛ ففَكرَ وقدّرَ ورشاَ وزوّرَ فقُتلَ كيفَ قدّرْ وكم من جاهلٍ بغيرِ نفسهِ ما تبصّرْ
ومما اثارَ اللغطَ والشحناءَ والشططَ "احمرارُ" العلمِ و"متنُ" النشيدِ والكلِمِ والنيلُ من قطبِ الزمانِ وحجةِ البيانِ ومجددُ العصرِ ومنقذُ المَصرِ باب ابن الشيخ سيديا عليه رحمة الله
وفي أواخر ذي القعدة توالتِ الخطوبُ وعظمتِ الذنوبُ واعتلى المنابرَ كل جاهل سارقْ ومدعٍ مارقْ فهذا نكرةٌ لو خفيَّ على الله من شيئٍ لكانَهُ ولو حمل الذهبَ لشانَهُ يقول على الله ما لا يعلمُ ويطعنُ نفسَه فلا يألمُ يبصقُ نحوَ السماءِ جهلا ويحسبُ ارتقاءَ المناجذِ سهلاَ فولله لنعلُ الميتِ خيرٌ من الحيّ وصدقت العربُ حين قالت آخر العلاج الكيّ وربما جنتْ على نفسها براقشْ ولن تطمسَ المتونَ الهوامشْ 
وفي هذا الزمان العجيبِ سقطت مروءات الرجالِ وسادَ المخنثون ورباتُ الحِجالِ وبيعتْ الكرامةُ وانعدمت النخوةُ والشهامةُ فترى كبيرَ القومِ يتذللُ وترى العالِمَ في محرابِ الحاكم يتبتّلُ وسادَ كل خوارٍ قذِرْ وكذابٍ أشِرْ فكيفَ لا يتطاولون على الأعلامِ والساداتِ العظامِ وإنها لكبيرةٌ وفي حق الوطن جريرةٌ 
وقد ساس العبادَ كلُ فاجرْ وبلغت القلوبُ الحناجرْ فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمدلله رب العالمين

كتبهُ العبدُ الفقير لرحمة ربه خالد بن عبد الودود لخمس وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة سنة 1438 للهجرة.