إعلانات

لعبة السبــاحة ضــد التيار / عبد الوهاب ولد محفوظ

خميس, 10/08/2017 - 09:38

لقد ظهر النظام الموريتاني خلال لعبة التعديلات الدستورية كمن يسبح ضد التيار أو من يصارع من أجل البقاء أو على الأصح كمن يصارع ضد الفناء . وكيف يمكن لمن يفنى أن يبحث عن البقاء ؟
إنها لعبة متناقضة و خطيرة فعلا في معادلة الخاسر فيها الأول و الأخير ليس الشعب فحسب بل الإنسان كإنسان .الإنسان الذي تعود من خلال فطرته على وجود منقطع  و حياة تفنى .و على أساس هذه القاعدة وضع السياسات و النظم و الدساتير ،و من بين هذه النظم التي شرعتها الدساتير نظام الديموقراطية . و الديموقراطية في جوهرها لا تعني أن يعتلي الشعب عرش الأمير بل تعني أنه لم يعد هنالك عرش على الإطلاق ،و بتعبير آخر فإن الديموقراطية تعني أنه لا يوجد حكم عقلاني يبحث عن البقاء والديمومة ،و إلا لكانت ديموقراطية غير ديموقراطية و كان الدستور الذي يشرعها غير دستوري .
إن شعبنا الصبور قد أرهقته كل هذه السياسات المرتبكة التي لا تبحث سوى عن مصالح آنية و شخصية تئد  المستقبل في رحم  الحاضر المرير . و ليست المعركة المحتدمة مع النشيد الوطني أو العلم بله الشيوخ سوى سيناريوهات غامضة يراد من خلالها أن يفتح الدستور على مصراعيه ليدخل من شاء و يضع فيه ما يريد . و لئن كان الشعب الموريتاني لا يحب المواجهة بالرفض بقول ( لا ) لأي أحد كان نتيجة كرمه المتأصل في النفوس ،فإنه قد عبر يوم الاستفتاء برفضه عن طريق المقاطعة لكل مكاتب التصويت ،و لئن صدقت فراستي و انتصر الشعب لنفسه فليس عيبا على النظام أن يحترم رأي شعبه و ينتصر لصوت الحق الذي غيب عنه طويلا ..!