إعلانات

نموذجُ صارخُُ من ظلم المرأة الموريتانية ( قصة مُبْكُِيةُُ )

خميس, 20/04/2017 - 14:01

عرفتها منذ سنين عديدة...فتاة كباقي الفتيات...جمال فوق المتوسط بقليل ..مستوى ثقافي لا يتجاوز الثاني إعدادي....
 الشيء الوحيد الذي يميزها : كثرة الشكوى , والألم المستمر المزمن...تارة رأسُها...وتارة معدتها...ومرة يتحول الألم والأنين الى الاذن أو الضرس....
 ربما راجعتْ عيادتين أو ثلاثة في يوم واحد حتى ملَّ إخوتها...وتعودوا على آلامها المزيفة أو وساوسها كما يحلو لهم أن يصفوها.. لم يعد أحد يعيرها أي اهتمام...ولم تعد هي تشتكي لأحد....
قبل أسبوع ـ وأثناء زيارة معتادة للأسرة ـ كشفتْ لي عن سر دفين اكتشفتْ مؤخرا أنه هو السبب وراء ما تشعر به , إنه :
 "ألمُ العنوسة" ..تقول : أُخرجتُ ـ قسرا ـ من الاعدادية بحجة أن تعليم البنات غير ضروري ..وأنهن خُلقن للزواج والانجاب...وها أنا كما ترى...

أَقتربُ الآن من الاربعين...وكل إخوتي ذكورا وإناثا تزوجوا....
في حياة والديَّ تقدم لي 4 ...تم رفضهم جميعا..
 الاول بحجة صغر سني ....والثاني بسبب كبر سنه ...الثالث لقِلّة ماله, رغم أنه شاب يحمل شهادة عليا وهو الآن يتبوّأُ أعلا المناصب...أما الرابع فلأنه من وسط اجتماعي لا يناسب مستواه مستوانا الاجتماعي...
بعد وفاة والدي انتقلتُ للعيش مع أخي الاكبر..
أنا الآن مجرد خادمة...آكل...وأشرب.....وأعتني بالاطفال.....فأي ألم أشد وطئا من ألمي؟
هممت بالوقوف ....وقلتُ بصوت خافت ..
"وأن تؤمن بالقدر خيره وشره"  
 ثم همستُ بيني وبين نفسي : "رحم الله والديك ما كان أقساهما" !!! .

نقلا عن صحفة العميد / محمدمحمود محمد الامين .