إعلانات

رسالتي الأولى لبلعمش ... / محمد ولد سيدي عبد الله.

ثلاثاء, 21/03/2017 - 09:39
 محمد ولد سيدي عبد الله

أيها الأعمش المسكين!
 أيها المجاري صولة الفرسان بلا كعب ولا إباء! أيها الظل الأعوج لعود البشام الضعيف، أيها الشبح المخالف رحلة الفسوق "الدّارويني" الهارب من الأنسنة إلى "القردية" أيها الضرير الأعمش، لذرف الدموع على مخالب اليأس؛ لا المنكسر خاطره لقلة العمل والتّقوى ...
 كيف تجرُؤ ولماذا تجرؤ على مخاطبتي؟ وأنت الصغير في أدائك اللاحن في كلامك الساقط في وحل الحياة.
 كان عليك أن تعلم أني مولع بأكل كل دبيبة ضريرة عمشاء يقق لونها تثير ولا تسقي، وحية رقطاء لا تبصر، وسمكة بيضاء تعيش في بحرٍ لجي ولا تدرك أن البحر عميق جدا، ولو كانت تعلم ذلك لما ...
كما يوجد النباتيون والحيوانيون، توجد هذه الفئة من الناس التي تعيش على هذه الحيوانات الغريبة.
إنك تقدم مائدة عزت في هذه الأيام، لأن صغرها ورغبتها في الاختفاء، جعلاها نادرة.
وستعلم أيها الجبان أنك بدأت تحرق نفسك بيدك وهكذا يفعل العميان.
 (لگويط) أيها السخيف؛ اسم مربيّة عظيمة أعتز بذكرها استجلاء لتاريخ نابضٍ بالفخر، تاريخ عصيٍ على التأويل والتّغريب، لأنه يستقي موروثه من ملامح الفتوّة وعادات أهل هذه الأرض، تاريخ لم يُهاجر ولم يُهَجّر ولم يُهْجَر ... تاريخ لن تستوعب دلالاته. 
 كان عليك أن تبحث في مُسميات أبناء العظماء في أرضنا، ولكن علم اللّسانيات ودلالات الأسماء فنٌ جنّةٌ لا يبصره من بالعمش قد اكتوى، ومن بالجهل قد ارتوى ... 
 كنت أزعم أن كلماتي كافية لردع هدير الخواء المشفّر في كفنك الأبيض المُخاط بإبر تذرف عيونها بنسيج العور .
 يستشعر البعوض والماعز والدّيكة ... ما يخفى على شقيّ مثلك قرر أن يَهدَّ رمسه المهترئ ويُصور سوأته الجاثمة في قاع يعُج بريح عاتية تفوح نميمةً وضغينة ولعنةً و شقاء.
أين الرّجولة؟ وهل تنطق قسمات وجهك بملامح الرّجال؟ وأين النّضارة في مُحيى ينفث في العُقد؟!
الرجال قوّامون على النساء ... فهل كنت قواماً إلاّ على حَرْدٍ هجين وحرفٍ مُتململٍ ينطق بالمُواء.
 الحقيقة أنّك لا تعرف الرّجال، وجهلك بالرّجال جعلك تأتمر بالنساء، يوم كُنتَ خداماً لامرأة باسم سكرتير لمنظمة غير حكومية، ويوم عَفت منك ديار هجرتها لأن المسروق كان في حِرزِ مِثْلِه، ويوم خنت الأمانة وحرّفت الرّسالة، ويوم هان عليك القذف.
 لو لم تكن إماطة الأذى عن الطريق صدقة، لما تتبعتك بكلماتي، ولو لم يكن قتل الحية واجبا لما قطعت رأسك أيها النذل الجبان.
 يقول اللّعين ولد بلعمش: (واليهود والنصارى بالمناسبة أنبل منكم وأشجع منكم و إذا قارنا إساءتهم إلى المسلمين من من الخارج و إساءتكم إليهم من الداخل، لربما احتجنا أيضا إلى تمرير النتيجة على مجلس الشيوخ لنعرف أيكم أذنب في حقهم) لأن الجاهل لايعرف دلالات المفاضلة، وله في معرفة اسم التفضيل و طريقة صوغه هنات، فاسم التفضيل-يا أبعد الناس من الفضل و أهله- لا يصاغ من غير الثلاثي، و لا مما كان دالا على عيب كـ (أعمش و أعور و أشتر و أبرص) ولأنك جاهل، لم تميز بين (البدَهِي)و(البديهي) فكتبت (بديهيات) جهلا بقياس النسبة إلى (فَعيل) (فَعلي)ّ لا "فعيليّ" فالنسبة إلى مدينة: مدنيّ ...
تلك درر نفيسة نثرتها هنا ليستفيد منها القارئ، و لأكشف للناس سوأتك يا معدن السوء!
 يدرك البعوض أن اليعسوب يأكله، كما تدرك الشاة أنّ الذيب يأكلها، وهو ما يدركه الدّيك إذا صرصر البازي.
 كان عليك ألاّ تصرخ، كان عليك أن ترضخ للقضاء حين وكزتك برأس عصاي..

و كنتُ إذا غمزتُ قناة قوم
 كسرتُ كعوبها أو تستقيما

و حين طعنتك بشفرة حسام رُدَيْنِيّ حسبت بعدها أني أحسنت القتلة فأرحت الذبيحة، لكني أحمل على كلب مسعور إن تتركه يلهث، وإن تحمل عليه يلهث...
ولقد قتلتك بالهجاء فلم تمت
إن الكلاب طويلة الأعمار!!