إعلانات

المعارضة السورية نرفض فقرة "سورية دولة مدنية علمانية" في الدستور الجديد

جمعة, 27/01/2017 - 09:22

تطرقت صحيفة "كوميرسانت" إلى اختتام مفاوضات أستانا؛ مشيرة إلى بروز مشكلات مفاجئة خلالها. جاء في مقال الصحيفة: اختتمت في أستانا، يوم الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني الجاري، المفاوضات الدولية بشأن تسوية الأزمة السورية. وقد أعلنت البلدان أصحاب المبادرة (روسيا، تركيا، إيران) أنها "ملتزمة بمبدأ سيادة" سوريا، وأنها مستعدة لمراقبة أي انتهاك للهدنة. ومع ذلك، فقد برزت خلال المفاوضات اختلافات جدية في المواقف من المستقبل السياسي لسوريا، ولا سيما أن أنقرة ووفد المعارضة المسلحة يعارضان بقاء سوريا دولة علمانية.

وجاء في البيان الختامي، الذي وقعه ممثلو الدول الثلاث في هذه المفاوضات، أن "روسيا وتركيا وإيران قررت إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة سريان مفعول اتفاق الهدنة ومنع انتهاكه". كما أكد البيان، الذي قرأه وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف للصحافيين، أن اتفاق الهدنة لا يشمل "داعش" و"جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا)، وأن بعض فصائل المعارضة المسلحة لم تنفصل عن الإرهابيين.

ويذكر أن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أكد مرارا ضرورة الفصل بين المعارضة "المعتدلة" والمجموعات المحظورة. بيد أن هذه المسألة المهمة لم تحل في مفاوضات أستانا.

لقد أكد المشتركون في المفاوضات "التزامهم بمبدأ سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا، وأنها متعددة القوميات والطوائف الدينية". ولكن اختلافات في وجهات النظر ظهرت عند مناقشة هذه الأمور. فقد أعلن رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري للصحافيين أنه أصر على أن تبقى سوريا "دولة مدنية علمانية". لكن الوفد التركي ووفد المعارضة المسلحة عارضوا هذا المقترح، وفق قوله.

أما رئيس وفد المعارضة، أحد قياديي تنظيم "جيش الإسلام" محمد علوش، فقال: "نحن أناس مسالمون، نريد حماية سكان سوريا، ولكننا عند الضرورة مستعدون لمواصلة القتال. نحن جئنا إلى هنا من أجل تعزيز اتفاق الهدنة، ووضع قاعدة دستورية له". وبحسب قوله، من الضروري في البداية لضمان تسوية سياسية للأزمة السورية تحسين الأوضاع الإنسانية

كما اشترك ممثلو الكرد في هذه المفاوضات، ولكن ليس كممثلين لكردستان سوريا، بل للمجلس الوطني الكردي الموالي لأنقرة والذي يتخذ من العراق مقرا له. إذ إن أكراد سوريا لم يتلقوا دعوة إلى حضور مفاوضات أستانا، بسبب رفض تركيا، التي تحاربهم ضمن إطار عملية "درع الفرات". وقد أعلنت الوحدات الكردية عشية انطلاق مفاوضات أستانا رفضها الالتزام بأي اتفاق يتم التوصل إليه في هذه المفاوضات، معربة عن عدم ثقتها بالأطراف المشاركة فيها.

من جانبه، أعلن الوفد الروسي أنه سلم ممثلي المعارضة المشاركين في المفاوضات مشروع دستور سوريا الجديد، الذي أعده الخبراء في موسكو، وأنهم في انتظار ملاحظاتهم على مواده. وقال رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتيف إن "هذا العمل تم فقط لأننا نريد تسريع العملية وإعطاءها حافزا اضافيا، من دون أي تدخل في عملية دراسة واعتماد الدستور الجديد".