إعلانات

دولة عربية تسجل 12 ألف حالة طلاق في العام الواحد

اثنين, 28/03/2016 - 11:16

أصبح الطلاق  ظاهرة في تونس يقرنها البعض بأسباب متعددة، لعل أهمها تصاعد وتيرة الخلافات والشجار بين الزوج والزوجة، فضلا عن الأسباب المادية والجنسية، وحتى الأخلاقية مثل الخيانة الزوجية وذلك إضافة إلى العنف وحالات العقم وعدم الإنجاب، مما جعل هذه الظاهرة تسجل قرابة  12 ألف حالة  في العام الواحد، وهو ما صنف تونس الرابعة دوليا في حالات الطلاق والثانية عربياً.

ويؤكد مكتب  دراسات  وزارة المرأة  والأسرة والطفولة، و المعهد الوطني للإحصاء، أنه  تم تسجيل قرابة 12 ألف حالة طلاق سنويا في تونس  تعود لعوامل عدة، إلا أن الأسباب المادية تبقى في صدارة خلفيات الطلاق، إضافة إلى حالات العنف التي تمثل حوالي  48.3%  هذا علاوة على المشاكل المادية، والتي تمثل 13.2%.

وتشكل حالات العقم وعدم الإنجاب، من خلال هذين المرجعين، سببا مؤثرا أيضا في انتشار هذه الظاهرة، باعتبار أنها تمثل  حوالي  27.7%  في حين  أن عنصر انعدام الثقة والخيانة الزوجية والشكوك، وذلك حتى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل “الفايسبوك والتويتر”، يمثل  حوالي  15.8% .

وتشير الأرقام، الى ان  27% من إجمالي عدد المطلقين لا تتجاوز أعمارهم 36 عاما، مضيفة أن أغلب حالات الطلاق تكون خلال السنوات العشر الأولى من الزواج، وذلك بنسبة تدرك حوالي 59% .

 وحول هذه الظاهرة أكد عالم الاجتماع  د. الحبيب المبروكي، أن ظاهرة الطلاق  في تونس”تكمن أساسا في غياب التكافؤ بين المرأة والرجل وذلك على أكثر من مستوى، بما في ذلك المستوى المعيشي أو البيئي، الذي تمت فيه  النشأة مثل  الريف والقرية  والمدينة  من جهة والمستوى العلمي والقدرة على التأقلم في المحيط”،  مضيفا أن أكثر المشاكل المادية مؤثرة فضلا عن عوامل الانفتاح، التي جعلت التونسي يطمح إلى اكتساب أشياء  وتقاليد حياتية جديدة”.

وبين الدكتور المبروكي، أن الخيانة الزوجية والشكوك وذلك حتى في مجرد الاعتقاد أن  علاقات افتراضية  معتمدة عبر وسائل التواصل الحديثة،مثل “الفايسبوك والتويتر” تعد سببا لذلك  في ظل الإغراءات  وارتفاع نسب العنوسة بالنسبة للنساء، والذي جعل  البعض من الرجال  يبحث عن علاقات غير شرعية قد تدفع إلى الخيانة، ومن خلالها إلى الطلاق في ظل الثقافة الذكورية المسيطرة .

وأشار إلى أن العنف المرتبط  بالأخلاقيات، وتناول الكحول وغيره يمثل أيضا عنصرا مدمرا للعلاقات الزوجية، مضيفا  أن عدم تحمل الرجل لمسؤولياته في المنزل وتقاسم المهام مع الزوجة العاملة، يثقل كاهل المرأة ويدخلها في دوامة أمراض نفسية  وربما حتى عصبية ويدفعها إلى الضعف وعدم قبول أي هفوة من الزوج، وعندها تكثر المشاكل العائلية وتبرز أسباب الطلاق.

واعتبر المبروكي، أن  عنصر غياب ثقافة الحوار والتواصل”يبقى من العوامل الأخرى، التي تؤدي إلى الطلاق، فضلا عن تراجع ثقافة تحمل المسؤولية في الزواج، وخاصة بالنسبة للذين  يبحثون عن أمهاتهم في زوجاتهم  متناسين أن زوجاتهم لسن أمهاتهم”.

وبدوره، كشف هشام الشريف المختص الخبير لدى المحاكم والمختص في علم الجنس أن 40 % من حالات الطلاق في تونس تعود إلى الأسباب الجنسية في ظل غياب التوافق الجنسي بين الرجل والمرأة ووجود اضطرابات جنسية أو برود أو ما شابه ذلك ، خاصة بالنسبة للذين تزوجوا بالإكراه من قبل الأسرة أو للواتي تزوجن لمجرد الشعور بالعنوسة والتقدم في السن وبالتالي قبول المتقدم الأول للزواج مبرزا  أن هناك أيضا حالات طلب طلاق بسبب الاغتصاب الزوجي الذي تتم فيه العملية الجنسية غصبا دون رضا الزوجة.

مبادرة طريفة

 وفي سياق آخر، وبطريقة طريفة  من بعض الشبان  التونسيين للتعبير عن خوفهم من الفشل في الزواج بالتونسية، واستنكارهم لكثرة شروط الزواج، التي تفرض على الشاب التونسي،  من قبل المرأة التونسية قام  هؤلاء الشبان بإطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلقوا عليها حملة “قاورية تهنيك ولا تونسية تتشرط عليك”،  أي ” أجنبية تطمئن لها ولا تونسية تشترط عليك “.

وتتمثل هذه الحملة،  في نشر شبان تونسيين تزوجوا من أجنبيات لصورهم مع زوجاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، سرعان ما انتشرت على شبكة الانترنت و انخرط فيها العديد من الناشطين والصفحات.

 وتشير إحصاءات، إلى أن نسبة العزوبة  لدى النساء التونسيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 و40 عاما، تصل الى حوالي 40 % بالمائة، وأن أن نسبة العزوبة لدى الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و25 عاما، تقدر بـ85 % ، وهي نسبة  تعتبر مرتفعة جدًا، إلا أن هذه الفئة غالبًا ما تكون في مرحلة الدراسة الجامعية بما من شأنه أن يثبت أن طول فترة التعليم أصبح من أهم أسباب تأخر سن الزواج.