إعلانات

المخابرات الاسبانية تطرد موظفا من صفوفها للاشتباه في عمله لمصلحة المغرب

أربعاء, 09/03/2016 - 10:58

مدريد ـ «القدس العربي» من حسين مجدوبي: طردت المخابرات الاسبانية المعروفة بحروفها اللاتينية CNI موظفاً من صفوفها معتبرة إياه «خطراً على الأمن القومي» لعلاقاته المشبوهة مع المخابرات المغربية، وقيامه بتصرفات تعرض الجهاز للخطر خاصة وأنه كان يعمل في قسم الترجمة الذي يشرف على ترجمة المكالمات الهاتفية والوثائق.
وأوردت وكالة إيفي ليلة الاثنين من الأسبوع الجاري قرار المحكمة الوطنية في مدريد بطرد العميل 8882 من جهاز المخابرات، وذلك بعدما عمل سبع سنوات في الجهاز ما بين 2007 إلى 2014.
وقبلت المحكمة تبريرات المخابرات الاسبانية بطرد هذا الموظف، ومنها إساءته إلى صورة هذا الجهاز بسبب علاقاته مع شخص له سوابق في عالم تبييض الأموال، وكذلك بسبب علاقته مع إسلامي متطرف كان يعرفه منذ حقبة الدراسة الجامعية بدون كشفه عن ذلك لرؤسائه،
في الوقت ذاته قيامه بتصوير زميلة له في العمل وهي تمارس الجنس، وتصوير أماكن من مقر المخابرات في العاصمة مدريد تعتبر سرية. ويضاف إلى هذا دخوله إلى قاعدة البيانات بدون مبرر للحصول على معلومات له ولأشخاص آخرين بدون ترخيص من الجهاز.
وكان هذا العميل يعمل في قسم الترجمة من العربية إلى الاسبانية، الأمر الذي كان يمكنه من الاطلاع على وثائق سرية وحساسة وترجمة المكالمات التي يجري التنصت عليها.
ومن ضمن التبريرات الأخرى لطرده من هذا الجهاز هناك تبرير يتعلق بالمغرب، وجاء في الحكم أنه كان يرتبط بعلاقات مع أشخاص لهم علاقة بالمخابرات المغربية بدون علم رؤسائه. ويؤكد الحكم أن المخابرات المغربية بدأت مسلسل استقطابه للعمل لمصلحتها. ولا تقدم الوكالة معطيات مدققة حول نوعية العلاقة مع المغرب، لكنها تنقل فقرة عن حكم المحكمة الذي لا يستبعد استفادة جهات مخابراتية من معلومات صدرت عنه، ولهذا تعتبره خطراً على الأمن القومي وطردته. وكان العميل يعيش فوق مستوى راتبه بكثير، مما عزز فرضية حصوله على أموال من جهات أجنبية.
وهذا ثاني موظف في المخابرات يطرد خلال السنوات الأخيرة بعدما جرى طرد عميل آخر حاول بيع هويات جميع موظفي المخابرات الاسبانية إلى روسيا إثر نجاحه في الحصول على أرشيف يتضمن هذه المعلومات.
وعلاقة بالمغرب، تعتبر المخابرات الاسبانية من ضمن أهدافها الرئيسية، وتخصص نسبة عالية من موظفيها وميزانيتها لمراقبة هذا البلد المغاربي. ويعود هذا إلى أهمية المغرب للأمن القومي الإسباني لأنه مصدر الهجرة السرية ومصدر رئيسي للتطرف الإسلامي ومصدر للمخدرات علاوة على التوتر القائم حول مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
في الوقت ذاته، تولي المخابرات المغربية أهمية لإسبانيا بحكم وجود جالية مغربية تقارب المليون ومن ضمن الناشطين وسطها حركات سياسية ودينية تعارض النظام مثل «العدل والإحسان»، وكذلك لتتبع نشاط جبهة «البوليساريو» والحركات المتعاطفة معها بحكم ما يمثله ملف الصحراء الغربية من أهمية للدولة المغربية. وتحظى جبهة البوليساريو بتعاطف قوي وسط الرأي العام الإسباني.
ورغم وجود تعاون وثيق بين المخابرات الاسبانية والمغربية وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، يتخذ كل طرف الاحتياط التام من نشاط الآخر، ويصل الأمر إلى طرد بعض العملاء بسبب نشاطهم الزائد.