إعلانات

ازدهار تجارة «الرقيق الأبيض» مجددا في إسرائيل

ثلاثاء, 08/03/2016 - 08:47

الناصرة ـ «القدس العربي»: رغم المحاولات المتكررة للحد منها ما زالت ظاهرة عمل النساء بالدعارة في إسرائيل متفشية وتغذيها تجارة «الرقيق الأبيض» باستيراد بائعات الهوى من دول شرق أوروبا.
وعشية يوم المرأة العالمي كشف النقاب أمس عن دراسة رسمية تظهر أن حوالى 12 ألف امرأة في إسرائيل يعملن في مجال الدعارة، إضافة لنحو ألف شخص من الرجال الذين يمارسون دعارة المخنثين.
وأعدت الدراسة وزارة الرعاية الاجتماعية خلال الشهرين الأخيرين ورصدت ما بين 11,420 و12,730 عدد العاملين في مجال الدعارة على الصعيد القطري، مع ما يقدر بـ 95% من هذا العدد هن من النساء، وحوالى 5% من الرجال المثليين. وحوالى 11% من بين النساء لم يبلغن سن الرشد بعد، وجاء في الدراسة أن معظم النساء اللواتي يمارسن الدعارة، يقمن بذلك لحاجتهن للمال.
وقالت ناشطة اجتماعية على تواصل مع العاملات في مجال الدعارة للقناة الإسرائيلية الثانية إنهن يقلن لأنفسهن إنهن سوف يبدأن ويتوقفن عن ذلك بسرعة، ولكن الحقيقة أنهن سرعان ما يتورطن هناك لمدة طويلة.
وتبين الدراسة أن 66 % انزلقن إلى العمل في الدعارة لأسباب اقتصادية. وقالت إن 76% منهن يردن التوقف عن الدعارة فيما تتلقى 29% مساعدات في أطر علاجية. وأجرت وزارة الرعاية الاجتماعية مقابلات مع 700 من المومسات ووجدت أن أكثر من نصفهن( 52%) من مواليد الاتحاد السوفييتي سابقا، وان حوالى 9% من النساء العاملات في الدعارة بدأن ممارسة ذلك قبل بلوغ سن الـ 18.
ومن بين النساء العاملات في مجال الدعارة،62 % أمهات، و20 % يحملن لقبا جامعيا. وتقول هؤلاء النساء إن معدل «زبائن» الواحدة منهن هو 5.5 من الرجال في اليوم الواحد. وتعتبر الدعارة أمرا غير مشروع في إسرائيل، ولكنها لا تزال مهنة تقدر قيمتها بنحو نصف مليار دولار وفقا للقناة الثانية التي رصدت أن 43% من ممارسة الدعارة تتم في «شقق منفصلة»، حيث يقوم العملاء بزيارة باغية معينة بانتظام. وجاء أن نحو 18% من عائدات هذه المهنة يأتي من خدمة «المرافقة»، و16% من مراكز «التدليك» التي تزداد مع تزايد الدعارة، و18% من نوادي التعري وغيرها من المؤسسات. وقالت القناة إن 6% من المومسات فقط يعملن في الشارع، وهن يكسبن أقل بكثير مما تكسبه المومس التي تعمل ضمن مؤسسة مختصة بتجارة الجنس.
يذكر أيضا أنه عمل في إسرائيل 670 موقعا الكترونيا إباحيا في عام 2014.
وعقب وزير الرفاه حاييم كاتس بالقول إن هذه معطيات قاسية جدا، والحديث يدور عن ظاهرة لا يمكننا البقاء غير مبالين تجاهها. وكانت إسرائيل قد شنت حملة واسعة في مطلع سنوات الألفين على الظاهرة وعلى أوساط العالم السفلي التي عملت على تهريب آلاف الفتيات من دول شرق أوروبا خاصة عن طريق سيناء.
لكن الظاهرة عادت من جديد حيث يصل كثير من بائعات الهواء من أوروبا الشرقية تحت غطاء سائحات ويبقين في البلاد دون تراخيص.
وهناك مشروع قانون مطروح في الكنيست الإسرائيلي لتغريم الزبائن أيضا علاوة على منع الإعلانات الخاصة بتجارة الجنس في وسائل الإعلام، لكن الشبكة العنكبوتية شكلت طريقا بديلا للصحف من هذه الناحية.
وفي سياق متصل وفي ظل الكشف عن فضائح أخلاقية يتورط فيها مسؤولون إسرائيليون بمخالفات اغتصاب وتحرش جنسي فقد كشف أن 22% من النساء في إسرائيل قد خبرن تجربة التحرش الجنسي.
وبحسب استطلاع منظمة « فيتسو» النسائية فقد قال 20% من النساء اللواتي تعرضن لتحرش جنسي إنهن لم يبلغن أحدا بذلك لأنهن لم يفهمن وقتها بأنهن تعرضن لتحرش. وقالت 39% منهن إنهن كن يدركن تعرضهن للتحرش لكنهن فضلن عدم التوجه بشكوى بذلك وإنهن نادمات على ذلك.
وهذا يعني أن 59% من النساء اللاتي تعرضن للتحرش فضلن عدم إطلاع أي جهة على ذلك، فيما قالت 25% إنهن تحدثن مع شخص قريب عن تعرضهن للتحرش. وقالت 11% منهن إنهن توجهن بهذا المضمار لجهة ما بعد تعرضهن للاعتداء و5% فقط توجهن للشرطة.
ورغم المعطيات تبدي أوساط نسائية إسرائيلية رضاها من خروج النساء عن صمتهن يوما بعد يوم ومثابرتهن للدفاع عن حقوقهن.