إعلانات

العاهل المغربي يوجه انتقادات شديدة للدول الاسلامية في تعاطيها مع القضية الفلسطينية

ثلاثاء, 08/03/2016 - 08:46

الرباط ـ «القدس العربي» وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس انتقادات شديدة للدول الاسلامية في تعاطيها مع القضية الفلسطينية وقال ان هذه الدول ومؤتمراتها كانت متفوقة في عدد الاجتماعات والقرارات والبيانات «لكن من حيثُ العمل، في إطار ما هو ممكن، فإن النتيجة لا تحتاج إلى توضيح». 
وجاء انتقاد العاهل المغربي في خطاب وجهه أمس الاثنين الى المؤتمر الاستثنائي الخامس للقمة الإسلامية، المُخَصَّصِ حصريا لقضية القدس وفلسطين الذي تحتضنه العاصمة الاندونيسية/ جاكرتا، بصفته «رئيسا للجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، والتي أنشئت للدفاع عن هذه المدينة المقدسة، صلبُ الصراع ومفتاحهُ».
وقال الملك محمد السادس إنه «أمام تعاظم مسؤولية كل مكونات المنتظم الدولي، لكونه تأخر كثيرا في إيجاد التسوية العادلة للقضية الفلسطينية وفي رفع المآسي عن الشعب الفلسطيني، فإنه ينبغي ألا ننفي عن أنفسنا نصيبنا من هذه المسؤولية، إذ تخلفنا أحيانا عن الموعد، واتخذنا، أحيانا أخرى النهج الفردي، وسقطنا في الخلافات المفتعلة، وأسباب التفرقة والانقسام».
وأضاف أنه من حيثُ «عدد الاجتماعات، وكم القرارات والبيانات، والكَـرَم في التعهدات، وتعدُّد، إن لم يكن تفريخ المؤسسات والصناديق، التي تُعنى بالقضية الفلسطينية، فيمكن القول إننا كنا متفوقين. لكن، من حيثُ العمل، في إطار ما هو ممكن، فإن النتيجة لا تحتاج إلى توضيح».
وأكد أن الدفاع عن أرض فلسطين السليبة وحماية مدينة القدس الشريف من مخططات التهويد، ودعم المرابطين بها، لن يتأتى بالشعارات الجوفاء أو باستغلال هذه القضية النبيلة كوسيلة للمزايدات العقيمة. ولكن الأمر يتطلب رفع تحدي الاشتغال على الأرض الفلسطينية، ولصالح الإنسان الفلسطيني.
وأوضح «إننا لا نقصد هنا جلد الذات، أو إلقاء اللوم على أي كان، لأن الجميع يعلم أن الطّرَفَ الآخر هو من يرفض السلام، ويعمل على إبقاء الوضع على ما هو عليه، ليستثمره في فرض الأمر الواقع، من أجل خلق واقع جديد. لكن، أليس بإمكاننا التعامل مع هذا الواقع بطريقة أكثر حزما ونجاعة، من خلال تضافر جهودنا وتنسيقها؟»
وقال العاهل المغربي إن الدول الاسلامية تستطيع بالتوازي مع المساعدة في تجاوز الانقسام الفلسطيني الداخلي «تقديم أشياء ملموسة لأشقائنا الفلسطينيين، تخفف من آلامهم ومعاناتهم اليومية، وتزرع الأمل في نفوسهم، دون أي تمييز بين الفلسطينيين، سواء في غزة أو في الضفة الغربية أو في القدس الشرقية. فنحن أمام واجب التضامن، بمفهومه العميق والفعلي مع هؤلاء الأشقاء».
وقال إنه من موقِعه كرئيسٍ للجنة القدس، حينما يصِرُّ على المزاوجة بين التحرك السياسي والمساعي الدبلوماسية، وبين العمل الميداني على الأرض، فلأنه يومن «بأنه يجب تركيز الجهود أولا على تحسين المعيش اليومي للفلسطينيين، ودعم صمودهم في أرضهم، دون إغفال المساهمة في المبادرات الدولية الهادفة لإقرار سلام عادل ودائم بالمنطقة».