إعلانات

مقيل كـــــــــــــــــامل الدسم

ثلاثاء, 15/12/2015 - 23:50
الأديبان الأريبان اللبيبان : اسماعيل ولد محمد يحظيه  و أحمدو بزيد

جمع الله شملنا يوم أمس بعد بعاد زاد على ثلاث سنوات، فكان المقيل طازجا كامل الدسم.
للأستاذ إسماعيل ولد محمد يحظيه نعوت بها يماز عن غيره، منها أنك كلما متحت من معينه وقلت: جف المعين أو قارب النضوب، فاجأك بعيون علم ومعارف ما كانت التخمينات تسرح إلى حماها! فتبارك الله رب العالمين.
إن إسماعيل من الذين رفعهم الأدب بمعنييه، وسترهم التواضع، فلا يطلب لنفسه حقا من حقوقها الكثيرة المضيعة في حقل الثقافة والأدب في موريتانيا.
أو قد يقول قائل لعل ميدان الوظيفة، حال بينه وقوم صنعته، وإن يكن ذلك فإن إسماعيل قد تقاعد العام الماضي، وما يفعل المرء إذا رَتْرَتَا؟
لا استغرب كثيرا من عدم ظهور إسماعيل في فضاءات الظهور التى احتلتها النطيحة والمتردية وما أكل السبع....

ألقينا يوم أمس أعنة الحديث لإسماعيل طوعا، ولم نبذل جهدا في غير الإنصات وتقييد ما جاد به من نوادر الدرر، من ذلك رائعة لم أسمعها من قبل رغم عشرتي الطويلة له! وهي في رثاء محمدن ولد أشفغ أعمر.
كان محمدن عبدا من عباد الله الذين آمنو وعملوا الصالحات رضع الصريح من ثدي الشيخ أحمدو بمبا - رضي الله عنه - فلم يكن لقلبه حق عليه في صلاحه!
كان نابغة في علوم الأسرار، والأوفاق، والتربيع، وله في ذلك الشأن أشياء تدور بين منتهى العجب إلى استحالة التصديق!!!!!!
برز في العلم، ومارس القضاء في مدينتي اندر وانواكشوط التي اتخذها مثوى إلى أن توفي - رحمه الله - يقول إسماعيل:
ابّوسْعْ الفَجاجَه وأظْيَاگْ --- أخَنَاگْ انْكيسُ لَفْراگْ
كَيْسَتْ خَيْرْ وظِيگْ أخناگْ --- أوْعودْ الفجاجة بلَاگَه
فَفْراگَكْ لُكَانَتْ تَلْبَاگْ --- اتْگَدْ انْعُودُ لَبّاگه
غَيْر الدهْرْ إدَوْمَمْ لَخْلَاگْ --- والدّنْيَ تَرْگاعْ امْسَاگَه
وانّا لله الخَيْرْ اوْتُوفْ --- مَعْوَدْنَ مُرَاكْ اسْنَاگه
اوْيَگْطَعْ زادْ ابْحَتْفْ المَحْتُوفْ --- والدنْيَ منْهَا فراگه
واتْفُ بَعْدْ ابْفَرْگَتْ مَفْقُودْ --- يَمْشِ مَنْ بَيْنْ أهْلُ مَنْگُودْ
وللَّ مَاهُ منْگُودْ ابْرُودْ --- مَشْيُ عنْدْ الناسْ اخْراگه
غيْرْ المَفْقُودْ امْنَيْنْ إعُودْ --- الدّاه اتْحَگْ الحَگاگَه
ويْلْ أوراهْ الفَصّال اتْلُودْ --- اعْلِيهَمْ تَنْسَفْ تَرَاگَه
واجّرْيْ اعْلَ النّهْج المّحمودْ --- مَنْهَوَ جرَّايْ اخْلَاگه
اوَيْل الجُودْ اوْيَوَيْل اشَوْدْ --- لُوذَنْ وانْعَامَتْ لَملاگه 
اويْلْ اوراه اتلاميد أگْعودْ --- من حبْ المَعْبُودْ اشْراگه
اوْيَلّال الطاعه للمعبود --- مراه اوْ بَگِّ لَعْلَاگه
اوْ يَامُلَانَ تَرْحَمْ گَلّاعْ --- الشّفْرَه گَواتْ للْجَيّاعْ
بُبَاعْ افَگْراشْ النّفاعْ --- بلالْ احلوگَتْ لَغْرَاگه
گَلَاعْ اتْرايِيفْ الوَجّاعْ --- النّافَگْ فُوگ النّفّاگه
اوْ يالِلَاهْ امنْ اللطْفْ اعْطيهْ --- افْدَارْ الحَگْ الِّ يَرْضيهْ
واكْتَن ُ خَلْقَكْ لَاطَفْ بِيهْ --- واجْنُودكْ عند دَگدَاگَه
مَنْ زَحّافْ إجَرْ ارْكابِيهْ --- ازْحفْ مَنْ سَحْمَتْ لَخْلَاگه
اوْ مَنْ شِ فَيهْ ارْوَايَ تَلْوِيهْ --- اوْ مَنْ شِ نابَتُ نَقّاگَه
اوْ مَنْ شِ يَتْنَفّس مَنْ وذْنَيْه --- حَازَمْتُ غَدّتْ تَشَاگه
اوْ مَنْ شِ باطَلْ مَشْتَاگْ إجيهْ --- اسْمَعْ بيهْ اوْ شافْ الطاگَه
منْ گَومُ تَتّسَعْ وادْجِيهْ --- والشمّامه والظّواگه
والكَهْلْ الِّ ابَزْلَگْ عَيْنِيهْ --- افْلَمَّ عَيْنُ بزْلَاگَه
الشّيْنْ الِّ وَجْهُ كرِيهْ --- لَمْعَدلْ سروالُ تَاگه
عفرِيتْ امنْ الجَنْ امْغَنْگيهْ --- لَاگِ منٍ تَحْتُ صفَاگَه
احَجّبْلُ واحَنْ اعْلِيهْ --- وِرَفّــگْلُ فالــــرّفّاگه
هو رِيگُ فِيهْ الِّ فيهْ --- اوْلَاهُ منْ ذوكْ الريّاگه
يا ملانَ لَا حشْمَتْ بَعْدْ --- لَعْگُوبَ حشْمَتْ مول الحسْدْ
اوْ يَلْمَعْبودْ ارحمْ ذاكْ العَبْدْ --- اوْطِيهْ امنْ انْواركْ بَرّاگَه
اتْعُودْ اتْشَرْوَگْ وسْطْ اللّحْدْ --- فاللحدْ اتْگيّمْ شَرْوَاگَه
اوْطِيهْ المَانْ امْنْ اليَاشتْ سعْدْ --- وَيَّاه افْلَحْدُ تَتْباكّ

وفي ثنايا الكلام على غرض الرثاء في أدب إسماعيل عاجَ على أبيات من مرثيته لگراي ولد أحمد يوره، ليشير إلى فكرة دوام اقتلاع الموت للأخيار وعدم اقتلاعه رغم طول أمده!!

كان گراي من أرومة لا تنبت إلا خيرا، أصلها ثابت وفرعها في السماء، تسقى بماء حب الله ورسوله.
عالم عامل، كساه الورع، ووقذته العبادة، كان الشيخ احماده ولد ابا - رحمه الله - يراه صاحب الزمان.
غلبت محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل شيء تعلق بگراي، فغلبت على الشعر والمؤلفات والحديث والجلاس فضلا عن الدار وأهلها.
أما أبيات إسماعيل من مرثية گراي فهي:
قل لي بربك كيف لا تصفو الرؤى --- إلا ليهلك عالم وخطيب
حتامَ يقتلع المنون خيارنا --- لمَ لا يموت الموت حين يشيب
أو كلما نجمٌ تألق مرة --- أزف الرحيل وحان منه مغيب
طاحونة حمقى وغول ما ارتمى --- إلا انقضى أجل وغاب حبيب
ضلت مخارجها الحروف فللأسى --- نوح عليه وللبكاء نحيب

نقلا عن صفحة الأستاذ: Ahmedou Bazeid