إعلانات

(فاجأني.....فسرني) ...... الكاتب الأديب :أبوجمال سعيد

جمعة, 16/10/2015 - 09:13

تعدّ الغربة من أكثر الأمور الصعبة التي يضطرّ الكثير من الشباب والفتيات إلى التعرّض لها نظراً للظروف التي تحلّ عليهم؛ فمن مرّ بالغربة شعر بالوحدة والحزن يلازمانه أينماذهب
بك يا زمان أشكو غربتي ==إن كانت الشكوى تداوي مهجتي
قلبي تساوره الهموم توجعاً ==ويزيد همي إن خلوت بظلمتي
يا قلب إني قد أتيتك ناصحاً ==فاربأ بنفسك أن تقودك محنتي
إن الغريب سقته أيام الأسى== كأس المرارة في سنين الغربتة

لكن هذه الغربة أحيانا يصحبها علم غزير وذكاء قل نظيره ومعرفة مايخفيه لباس أشباه البشر كما يعرفك بشخصيات تسعد عندما تجالسهم وتطلع على جزء من أسرار هذا الكون فيجعلك ذلك كله متبتلا خاشعا في معبد على شاطئ بحرالأحلام (والطموحات )لأن نسيم ذلك البحر الخيالي المحبوب يجعل الدمع منسجما ويذكرك بقصة أم المؤمنين عائشة مع أبيها أبي بكر وتجزم يقينا أن الدموع وعاء للفرح أحيانا ويسقيك ذلك النسيم المصطنع همما تستنهضها ذاكرتك المفعمة من كآبة الغربة ومايصاحب ذلك من أدب وتاريخ وتتذكر رائية سيدن وخط الشقار(اخطيط اشكار) و(اعليب انير) و(الكناوين)...الخ
رُوَيْدَكَ إنَّنِي شَبَّهْتُ دَارَا ...عَلَى أمْثَالِهَا تَقِفُ الْمَهَارَى
تَأمَّلْ صَاحِ هَاتِيكَ الرَّوَابِي ..فَذَاك التَّلُّ أحْسِبُهُ أَنَارَا
وَتَانِ الرَّمْلَتَانِ هُمَا ذَوَاتَا ...عُلَيَّانٍ وَذَا خَطُّ الشُّقَارَا
وَإِن تُنجِدْ رَأَيْتَ بِلَا مِثَالٍ...جَمَاهِيرَ الْكَنَاوِينِ الْكِبَارَا
هُنَالِكَ لَا تَدَعْ مِنْهُنَّ رَسْمًا ...بَدَا إلَّا مَرَرْتَ بِهِ مِرَارَا
وَلَا تَقْبَلْ لِعَيْنٍ فِي رُبَاهَا .. تَصُونُ دُمُوعَهَا إلَّا انْهِمَارَا
ودُرْ بَيْنَ الْمَيَامِينِ الْعَوَالِي ..فَإِنَّ عَلَى مَعَاهِدِهَا الْمَدَارَا
إذَا كُنتَ الْوَفِيَّ فَعَلْتَ هَذَا...فَرَاعَيْتَ الذِّمَامَة وَالْجِوَارَا
ثم تمسح دموع الفرح ويقول لك أحدالمارين من حولك لماذا لاتستمتع بجلوس الناس ومحادثتهم وتترك لنا عالمنا الخيالي الهادئ الذي ليس فيه صديق لك فتجيبه عفويا
إذا المرْءُ إنْ أرضيتُهُ كان لي أخاً ==و إنْ أسهُ عاداني وما هوَ لي بأخْ
فلا خيرَ في وِدِّ امرئٍ ليس صافياً ==تراهُ بأدرانِ المساوي قد اتَّسخْ
و لا خيرَ في وِدٍّ يكونُ تكلُّفـاً ==و لا في ودودٍ حيثُ لنتَ لهُ شَمَخْ
و ما الودُّ إلا ما تكنَّفَهُ الحشا ==متى تهزُزِ الأحداثُ أحداثَهُ رَسَخْ
ثم يصدقك ذلك المجنون فيهديك أغنية الفنان العراقي رضا عبدالله ( واليوم ابالك)وتعيش معها أوقات ممتعة ونادرة في محراب ذلك المعبد الذي يتنفس من هواء نسيم ذلك المحيط الهادئ والمحبوب على أمثالي من التعساء’’ وأنت تداعب صورهاتفك وأحيانا تراسل حبيبتك أوأحد أصدقائك المقربين وتتمتم مع نفسك قول أحدهم:
هاذان فابّيتْ افمصـــكو == تاك مستحف لاصفرار
عاكب ذاك الكان الملك ==لله الواحــــد القــــــهار
ويخطر ببالك عما لقة الأدب مثل أحمدوجمال(جمال الحسن) و الحسن ول سيد ابراهيم حين يعبر الأخير من بلاد الرافدين بتمسكه بوطنه...و وجهته في أسلوب أدبي أخاذ:
افعينك وكتن فات الفات== بعد اتنـــسين يدجله
فالكبـل وافعيـــن الغرات== زاد انســــين فالكبله..
ورغم أن المهاجر أقرب للفطرة وللأهل لايفوت جمال رحمه الله الفرصة فيترجم استغرابه لما تأتي الليالي في أسلوب العبد المخبت المستسلم لإرادة الله:
ما للحادث ماهو يكبل= لمر الواقع يـــــسو نبتو
هذان نشرب لبن البل= فاعزيب افسهوت تنبكتو
ثم إن نصه في الصلاة أيام جزر القمر لا يقل تعبيرا عن الشوق إلى الوطن والأهل والأحباب:
ذان عت انبات أنصبح= نرفد فالتخمام أنطرح
عت إمام اله ما نصلح= أنقبض عت أنرفع ليدين
وانروغ السجود امجنح= وانروغ اتناظير الكرعين
وانبسمل عت انستفتح =أنكر مالك يوم الدين
راج عند الحي القيوم = نرجع هك اللخيام الين
افلمسيد انصل ماموم= داك فاهجيج المامومين
بين الفينة والأخرى وأنا أتمتم أحيانا وهاتفي بيدي أتتني رسالة من أخي الأستاذ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ انديه و أهداني كتاب ابن كثير :‫#‏البداية‬ ‫#‏والنهاية‬ ففرحت كثيرا بهديته وتذكرت البيت المشهور:
فقلت له أهلا وسهلا ومرحبا==بخير كتاب جاء من خير كاتب
واستمتعت اليوم (5سعات) بهذا الكتاب الغالي وزالت عني كآبة الغربة.
لله درالقائل:
ﻫﺪﺍﻳﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﻀـﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ==ﺗﻮﻟﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺍﻟﻮﺻﺎﻻ.
ﻭﺗﺰﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻫﻮﻯ ﻭﻭﺩﺍ==ﻭﺗﻜﺴﻮﻙﺍﻟﻤﻬﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺠﻼﻻ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺻﻮﺭ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ
ﺑﺄﺑﻴﺎﺕ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻓﻘﺎﻝ:
ﺟﺎﺀﺕ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻫﺪﻫﺪﺓ==ﺃﻟﻘﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺩ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻭﺃﻧﺸـــــﺪﺕ ﺑﻠﺴــــﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻗﺎﺋﻠﺔ==ﺇﻥ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘـﺪﺍﺭ ﻣﻬﺪﻳﻬﺎ.
ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﺪﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧــﺴﺎﻥ ﻗﻴﻤﺘﻪ==ﻟﻜﺎﻥ ﻳﻬﺪﻯ ﻟﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ.