إعلانات

قصة واقعية معبرة و دالة من ايام الزمن الجميل / الكاتب سيدي ولد سأيدي

أربعاء, 23/12/2020 - 11:03

في شهر مارس من السنة الدراسية 1977 وقبل الإطاحة بالرئيس المختار ول داداه كنت تلميذا في المدرسة رقم 8 بالعاصمة والمعروفة بأول برلمان موريتاني،
وكنت انذاك في الفصل الخامس وكانت معي في نفس القسم مجموعة من التلاميذ من بينهم إبن رئيس الجمهورية محمدن ول المختار ول داداه والبعض من أبناء المرحوم حرمه ول ببانه أذكر منهم : شعيب وهود وإدريس

بالإضافة الي كوكبة من أبناء الشعب من مختلف الطبقات، القسم يضم 32 تلميذا، كنت دوما أجلس في الصف الثاني من ضمن الصفوف الثلاثة، ويجلس الي جانبي محمدن إبن رئيس الجمهورية .
وكان بسيطا جدا ولم يكن متأثر بمنصب والده، وكنت انا بطبيعة الحال أكثر منه بساطة لأن والدي انذاك سائق حافلة تنقل عمال شركة ASECNA،

وذات مرة حدث إشتباك بالأيدي بين محمدن إبن رئيس الجمهورية واحد زملائه في الفصل لا أتذكر إسمه ، للتذكير محمدن لم يكن طائشا في صغره، كانت الحادثة في وقت الإستراحة الصباحية لأن الدوام المدرسي انذاك كان صباحي ومسائي،
وفي نفس اليوم عند تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر طرق طارق باب القسم وكان معلم اللغة الفرنسية السيد Lebatt يدرسنا حصة الفرنسية،

فقال للطارق باللغة الفرنسية Entré فإذا بمدير المدرسه يدخل وبصحبته نصرانية طويلة ماشاء الله ، وقفنا جميعا للمدير بطبيعة الحال قبل أن يقولها لنا المعلم ، وكنت من ضمن بعض تلاميذ الفصل الذين لا يعرفون أن المرأة الواقفة بجانب المدير هي السيدة الأولي مريم داداه ،

طلب المدير من المعلم السيد Lebatt الإذن ليخاطبنا وكان الجميع واقفا فأعطاه الإذن، قال لنا السيد المدير أجلسوا فجلسنا جميعا إلا واحدا من التلاميذ كان في الخلف لم يجلس
قال له المدير أجلس من فضلك فأجاب التلميذ باللغة الفرنسية سيدي المدير إنها Mariem Daddah قال له المدير وهو يبتسم نعم لكن أجلس، ضحكت مريم داده وقالت للتلميذ شرفتني كثيرا،

ثم أخذ المدير الكلام وقال إن السيدة الأولى أتت لتقديم إعتذار من أسرة أهل داداه الى إدارة المدرسة والتلاميذ إثر الإشتباك الذي جرى بين إبنها وأحد زملائه في الفصل،
وأخذت الكلام وشكرت إدارة المدرسة رقم 8 واعتذرت للمعلم Lebatt عن قطع الحصة التدريسية وقالت إنها أتت خصيصا لتقديم إعتذار أسرة محمدن ول المختار ولد داداه الى الإدارة والتلاميذ ووعدت ان لا تحصل مشكلة مثلها.